لا تتنمر على رئيس حكومتنا أمام أولاده. فهذا النوع من التنمر هو الأخطر على صحة. وعلى نفسية. وعلى توازن المتنمر عليه. هذا النوع لا يمحي أثره مع الوقت. هذا النوع من التنمر مؤذ. ومهين. وجرحه لا يندمل. هذا النوع يكبر مع المتنمر عليه. هذا النوع يتسبب في عقد كثيرة. ويزعزع الثقة. ودون أن تفكر في عواقب ذلك. أخذت يا بنكيران تتنمر على العثماني أمام فلذات كبده. وأمام شبيبة حزبه. وتقلل من شأنه. وهم يصيخون السمع إليك. ومقارنة بتنمر الأولاد على بعضهم البعض. في المدارس. وفي رياض الأطفال. فإن تنمرك على أمين عام لحزب أمام قطاعه الشبابي. ومهجامتك له. ستجعلهم ينظرون إليه نظرة دونية. وستجعل مكانته ووضعه ينزل إلى الحضيض. وستشجع أي شخص. على التطاول عليه. وانتقاده. وقد يصاب بالاكتئاب. وقد يلجأ كرد فعل على مواجهة التنمر الذي تعرض له إلى العزلة. وإلى تجنب مواجهة الناس. وربما لم تكن يا عبد الإله بنكيران تعرف أي نوع هو تنمرك. إنه ما يطلق عليه الأطباء النفسانيون اسم”التنمر الخطابي”. وتعريفه العلمي هو أن يستغل المتنمِّر قدرته الخطابية. وتأثيره على الأتباع. ليقوم بمهاجمة ضحيته. الصامت دائما. واللطيف دائما. والذي نادرا ما يتكلم. وهذا بالضبط ما فعلته في حالة سعد الدين العثماني. لأنه. وفي حالة لم يكن غرضك هو التنمر. فقد كان بإمكانك أن تتحدث إليه. كما يتحدث أخ إلى أخيه. وفي صالونك. أو في صالونه. وتقول له حينها كل ما تعاتبه عليه. وتنتقده على “تضحيته” بالعربية الفصحى. بتمريره للقانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين . لكن ليس أمام الملأ. وأمام أولاده الصغار. كأنك تحرضهم بذلك على على عدم طاعته واحترامه. وكأنك تشجعهم على أن يقولوا له أف. والأخطر في تنمرك أن العثماني هو لكل المغاربة. وهو رئيس حكومتنا. وبتنمرك عليه. قد يفقد الثقة. وقد يتراجع. وقد يمرض. ويتوقف عن العمل. وهو ما سيؤثر سلبا ليس على العثماني فحسب. بل على المغرب. وعلى نموه. وتقدمه. ورخائه. وعلى ناتجه الخام. وسوف يعرقل تنمرك عليه لا محالة عجلة الاقتصاد. وسوف يؤثر أيضا على الاستقرار الذي ننعم به. وغالبا أنك لم تفكر في هذا. ولم تطلع على خطورة كلمة التنمر التي صار الجميع يستعملها هذه الأيام. بسبب أو بدونه. وفي الوقت الذي تظن نفسك تتحدث يا بنكيران. وتنتقد فإنك. ودون أن تدري. تتنمر. وضحيتك هذه المرة هو العثماني. ورغم أنه لم يشتك. ولم يحتج عليك. ولم يرد. فهذا لا لا يعني أنه لم يتعرض للتنمر. ولا شك أنه يعاني من التنمر داخليا. وفي باطنه يكمن نمر اسمه بنكيران ينشب فيه مخالبه. ويمزق نفسيته إربا إربا.