بدا لي أن التسويق الإعلامي، الذي رافق عملية هدم فيلات وأبنية بمشروع تغازوت بأكادير، كان مضرا ومخيفا لأي مستثمر يفكر في المجيء الى المغرب من أجل الاستثمار. في هذا التسويق الإعلامي، قدمنا عزيز أخنوش كما لو أنه هو المسؤول الأول والأخير عما وقع من مخالفات تعميرية بمشروع تغازوت. والواقع أن عزيز أخنوش ليس واليا أو عاملا أو عمدة أو رئيس بلدية أو باشا أو “قايد”.. فهؤلاء جميع (الوالي والعامل ورئيس البلدية وكل رؤساء المصالح المختصة التابعين لهم) هم الذين يتحملون المسؤولية وهم الأولى بالمحاسبة لأنهم سكتوا عن هذه المخالفات التعميرية المفترضة ولم يقوموا بعملهم على أحسن وجه.. أما عزيز أخنوش فهو ليس مهندسا معماريا يفهم في تصاميم التهيئة وفي التراخيص الاستثنائية وفي التعمير وفي البناء وفي ما ينبغي أن يبنى وما ينبغي أن يظل مساحة خضراء.. عزيز أخنوش هو رجل أعمال ومستثمر جاء بأمواله الى هذه المنطقة ببلدته ولم يهربها الى الخارج ومن حقه أن يفكر بمنطق الربح.. وإذا وقعت هناك مخالفات تعميرية وهدمنا لأي مستثمر جزءا من مشروعه فينبغي أن نعوضه لا أن نجلده على جذوع النخل ونقود ضده حملة تكاد تكتسي طابع الكراهية. اليوم، من الصعب ربما، بعد واقعة تغازوت، أن يفكر أي مستثمر مغربي أو أجنبي في استثمار أمواله بوطن يحاسب المستثمرين الذين يستثمرون أموالهم في وطنهم ولا يحاسب رجال السلطة الذين لا ينتبهون الى المخالفات التعميرية. إنه منطق مقلوب وغير محصن بالدستور وقد يقود ربما إلى التي هي أسوأ: “يخربون بيوتهم بأيديهم”.