خبر وفاتها شكل صدمة كبيرة فنفسية متابعيها وأصدقائها ومعجبيها، لينا بن مهني، الناشطة اليسارية والحقوقية والمدونة التونسية، الشابة المليئة بالحيوية، غادرات هذه الحياة وهي فزهرتها ال36 من بعد صراع طويل مع المرض، غادرات وخلات وراها حزن كبير بزاف. لبارح الأحد، تدهورت الحالة الصحية ديال لينا، الشي اللي استدعى نقلها إلى مستشفى شارل نيكول لتلقي العلاج فتونس العاصمة، لكن المحاولات لإنقاذها باءت بالفشل، لتفارق الحياة فجر اليوم الاثنين 27 يناير. مجموعة من الفاعلين والنشطاء نعاو لينا، إبنة اليساري التونسي الصادق بن مهني، عن طريق نشر صورهم معاها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وكاين اللي نشر عليها مجموعة من الأشعار والآيات القرآنية معبرا عن حزنه لفراقها، كيف كاين للي بارطاجا تدويناتها القدام على الصفحة ديالو. كانت لينا معروفة بمعارضتها للرئيسين التونسيين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وتشهرات كثر ففترة الربيع العربي اللي شهدات فيها تونس تغيرات سياسية كبيرة نتج عنها تخلي بن علي عن كرسي الرئاسة، فهذ الفترة بالذات كانت لينا بمثابة الدرع الإعلامي للثورة، حيث كانت تنقل أخبارها عن طريق مدونتها “نافذة تونس على العالم”، وهي المدونة اللي دارتها سنة 2007. واعتبرت لينا، اللي كان كيوصفها البعض ب”أيقونة النضال” و”فراشة الثورة”، من ضمن أكبر الثائرين اللي خرجوا للشارع باش يطالبوا بإسقاط النظام، ويغوتو بأعلى صوتهم من أجل صعود نظام جديد يضمن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكل الشعب التونسي ، كيف كانت دائما حاضرة فأغلب المظاهرات اللي كان فيها التدخل الأمني بالقرطاس، واستطعات أنها تصور بكاميرتها مشاهد دامية نشراتها فمدونتها ونتشرات من بعد فالعالم كامل. إلى جانب هذشي، تعرفات لينا بدفاعها الكبير عن حقوق المرأة فتونس فالعالم العربي ككل، وكانت أيضا من المناضلين اللي كانوا كيطالبوا بضمان حرية التعبير، خصوصا فالفترة اللي حجب فيها بن علي المواقع الإلكترونية. وفعام 2011، كانت لينا ترشحات باش تاخد جائزة نوبل للسلام بمعية نشطاء آخرين، وف2013 تم اختيارها من طرف مجلة اربيان بيزنس ضمن أقوى 100 امرأة عربية، كما صنفها موقع “دي دايلي بست” فقائمة اشجع المدونين فالعالم. ونشرت الشابة الراحلة كتاب بالفرنسية بعنوان “بنيّة تونسية: مدونة من أجل ربيع عربي”، وواصلت نضالها من أجل الحقوق الأساسية في تونس، وشاركت، رغم هشاشة وضعها الصحي، في عدة تظاهرات، كان من أبرزها مبادرة لتحسين وضع المكتبات في السجون. وفالعامين اللخرين، اختارت لينا تبعد على العمل السياسي، وتفرغات كثر لمساعدة المعوزين والمرضى ماديا ومعنويا، وكانت دائما فتدويناتها كتحكي على معاناتها ومعاناة التونسيين مع تكاليف العلاج وسوء تعامل الأطر الطبية والممرضين اللي وصفاتهم فتدوينة ليها بالوحوش. كانت لينا معروفة بقوتها وصبرها فمواجهة المرض، واستطاعت بكل ما تملك من قوة الصمود في وجهه من خلال العمل الجمعوي والمدني، إلا أنها مرت في بعض الأحيان بلحظات ضعف أدركت فيها اقتراب أجلها وتستسلم للفناء، كما حصل معها قبل عامين حين كتبات تدوينة على “فيسبوك” تقول فيها: “وداعا أيتها الحياة”.