لستِ أيتها الناقة الأسترالية خنزيرة. ولست كلبا. ولست أيها الجمل قطا. ولا خنزيرا هنديا. ولا دلفينا. ولا فقمة. ولا هامستر. ولذلك تتعرض الإبل لإبادة ممنهجة من النصارى. و من السماء. ومن هليكبتوراتهم في أستراليا. يقتلون مئات منك. بالرصاص الحي. رغم أن لا ناقة ولا جمل لكم في إضرام النار. ولم تحرقوا قشة ولا غصنا يابسا ولا غابة. ولو كنت أيتها الإبل قطعان خنازير تأكل العفن في بلادنا. ولو كنت ضبعا لهبت جمعيات الغرب الحقوقية لنصرتك. وللدفاع عن حقوقك. ولتحدثت جمعياتهم عن الإبادة. وعن المحرقة. وعن الهولوكوست. ولبكت نساؤهم. ونظمت مسيرات. ووقفات. ولكتب عنك المفكر الفرنسي ألان فينكلكروت كتابا. لكن ليست لك يا جمال هذه الحظوة. ولا قوة ضعط في صفك. وذنبك أنك تمثلين دين الإسلام. وذنبك أنك مؤمنة. ومسالمة. وأنك عِزّ لأهلك كما قال عنك الرسول صلى الله عليه وسلم. ولو كنت كوالا. ولو كنت بوندا يا ناقة. ولو كنت دبا قطبيا. ولو كنت سمكة في أكواريوم. لجعلوا منك يهود الحيوانات. ولصارت أستراليا هي بولونيا جديدة. ولكثر الحديث عن التطهير. ولضخموا العدد. ولو كنت بعوضة تلسع. ولو كنت حشرة ضارة. ولو كنت آكل نمل. أو نقار خشب. ولو كنت ذلك الحيوان الكسول. المتثاقل. أو خرتيتا يتمرغ في الوحل. لقامت القيامة من أجلك. لكنهم يكيلون بمكيالين. وبدل أن يحارب الأستراليون طائر الحدأة الذي حذر منه الرسول. وبدل أن يعترفوا بأنه سبب تلك الحرائق. كما كشف ذلك العلماء. فإنهم يعاقبون النوق. ولا أسترالي واحد. استطاع أن يمتلك الشجاعة ويقول للحدأة: “يا فاسقة”. كما تم وصفها عند المسلمين. ولا الحكومة الأسترالية. ولا برلمانهم. ولا دول الكومنويلث. ولا العرش البريطاني. ولا الملكة. قالت إن الحدأة شريرة وخبيثة وتحمل نارا. وتحمل قبسا منها. وتحرق به أستراليا. ولأنك يا ناقة مسلمة. ولأنهم على يقين بأنهم لن يدخلوا الجنة حتى تلج يا جمل في خرم الإبرة. فإن النصارى في أستراليا يقتلونك. لأنهم يعرفون أن المسلمين بلغوا درجة لا مثيل لها من الذل والهوان. وأنهم لن يهبوا لنصرتك. وإنقاذك. مهما شبعوا فيك قتلا. ومهما أبادوك. فعذرا يا إبل أستراليا. عذرا يا من جعلها الله لنا حمولة وفرشا. عذرا لأننا عاجزون. ولا حيلة لنا. يا سفينتا. عذرا لأننا تخلينا عنك. بعد أن شفيتنا من كل الأمراض ببولك. عذرا لأننا تركنا قوم أستراليا يهجرك. ويحملك في السفن إلى قارتهم. وبعد أن تكاثرت. صاروا يقتلونك. بدعوى مزاحمتهم في الماء. وبدعوى اعتدائك عليهم. فيا للغرب المنافق. يقتلك بدم بارد. مدعيا إنسانية لا يملك ولو ذرة منها. ولولا السلطان طيب رجب أردوغان ولولا فخر الأمة ولولا الموقف الشجاع الذي عبرت عنه كل الفاعليات التركية ولولا موقع هوية بريس الذي يحارب التعتيم الإعلامي وينقل ما تتعرض له الإبل في أستراليا من قصف لما سمعنا صوتا يدافع عنك ويندد بالإبادة التي تتعرضين لها. ومن السماء يصوبون رشاشاتهم نحوك والعالم كله صامت. وا إسلاماه. واجمالاه. نوق الأمة تباد والحكام العرب يتفرجون ووحده أردوغان يذود عن حياض الإسلام. ويدافع عن بشره وحيواناته.