ربما كان ذنب جيلنا أنه فتح عينيه على بعض من ريح الحرية، بدءا بتجارب صحفية متميزة وجريئة مثل لوجورنال وتيل كيل ونيشان والجريدة الأخرى.. كدنا نحسب معها بأن صفحة الماضي انطوت إلى غير رجعة.. مرورا ب”الربيع العربي”، الذي أملنا معه أننا لن “نخلف الموعد”، الربيع ذاته الذي سرعان ما تكالبت فلول الأنظمة الاستبدادية لتنتزع أوراقه.. ثم وصولا إلى هذه السنة التي رفرفت فيها أعلام الثورات والاحتجاجات مجددا في عدد من البلدان العربية وغير العربية، فيما رفرفت في وطننا أعلام الانتكاسات وتوالت الضربات، بعد المحاكمات الصورية والأحكام الجائرة بامتياز! إنه “النموذج التنموي” يا أحبتي، بالفعل، “تنمية” المقاربة الأمنية بغية إعطاء “النموذج” الذي يجب أن لا نحتذي به إذا ما أردنا أن نظل خارج الزنزانة، نعم خارج الزنزانة وليس خارج السجن؛ لأننا اليوم جميعا في حالة سراح مؤقت.. هذا هو نموذج “إعادة التربية” في حق كل من سوّلت له نفسه بأن يفكر أو يعبر، إلا إذا كانت أشكال التفكير والتعبير تنضوي تحت قاموس “الشوفتيفية”، حينها فقط نكون قد أدركنا خلاصة “النموذج،”، ولا خوف “علينا” ولا “هم” يحزنون. ربما كان علينا أن نستعيظ ونستعبر منذ الطفولة، منذ أذاعوا على التوالي في قنواتنا العمومية كلّا من مسلسل “المستبد” ثم “سوف تدفع الثمن”، فهي اليوم تبدو رسائل واضحة لعلّنا لم نملك الفطنة الإكشوانية الكافية لاستيعابها… لقد تحول الفرح إلى محض فاصلة بين جمل الحزن الطويلة على من يحملون هم البلاد و”يحبون البلاد كما لا يحب البلاد أحد” وبدل أن نطالب بالحريات، صرنا كل شهر ننكب على المطالبة ب”تحرير” واحد/ة من أصدقائنا ورفاقنا! شابات وشباب جيلي مشردات ومشردون بين العواصم والسجون وبطون الأسماك، ليس لأنهم أعداء الوطن بل لأنهم أعضاؤه وأحشاؤه التي إذا ما اشتكى منها واحد تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى! ويبدو أن من يحكمون الوطن لا يحبونه وأنهم عازمون على اقتلاع الأمل من جذوره! فبعدما أمعنوا في النزول بنا إلى أسفل الدرجات من حيث مؤشرات التعليم والصحة والحقوق والحريات.. تفرغوا لمحاكمة كل من “يغرّدون” خارج السرب! وأكاد أجزم أنهم، لو استطاعوا، للاحقونا ونحن نيام ليصادروا أحلامنا أيضا، فلربما يجدون فيها ما “يمس بالمقدس” أو “يزعزع الاستقرار” أو “يهين المؤسسات”… فكيف لنا، ونحن موقنون بأنك لا تنام مطمئنا، لأنك من زمرتنا نحن الحالمات والحالمون، كيف لنا بعد اليوم أن ننام مطمئنين يا عمر؟! #الحرية_لعمر_الراضي #الحرية_لكل_معتقلي_الرأي