صفعة قوية جدا تلقتها الديبلوماسية المغربية أمس الأربعاء بعد تصويت البرلمان الأوربي على عدم تمديد العمل باتفاق الصيد البحري، إذ صوت 326 ضد و296 مع وامتنع 58 برلمانيا أوربيا عن التصويت. النكسة الديبلوماسية المغربية اعتبرتها وزارة الخارجية في بيان لها "تطورا مؤسفا" ستكون "له تداعيات خطيرة على مستقبل التعاون بين المغرب والاتحاد الاوروبي في مجال الصيد البحر".
أول المنتصرين بهذا القرار هم قادة البوليساريو المطالبون باستقلال "الصحراء الغربية"، إذ رحب محمد سيداتي "الوزير المفوض" بالقرار واعتبره نصرا ديبلوماسيا كبيرا.
لكن من المسؤول عن هذه النكسة الديبلوماسية للمغرب؟ الجواب، حسب تصريحات ديبلوماسيين مغاربة، رفضوا الكشف عن اسمهم، بدون تردد هو رئيس هذه الديبلوماسية، في إشارة إلى وزير الخارجية والتعاون الحالي الطيب الفاسي الفهري.
ديبلوماسي مغربي قال ل"كود" إن عدم التصويت على تمديد اتفاقية الصيد البحري جاء بضغط كبير من البرلمانيين الأوربيين اليساريين والخضر، خاصة من دول فنلندا والنرويج والسويد، فغالبية النواب المعادين للمغرب من فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج، بالإضافة إلى بعض البرلمانيين الألمانيين والإسبانيين والإيطاليين.
وإذا ما علمنا بسفراء المغرب في هذه الدول نكتشف أن سفيرة المغرب في فنلندا أمينة التونسي، صديقة مقربة من الطيب الفاسي الفهري، ولولا تلك الصداقة لما حصلت على منصب سفيرة.
ويؤكد مصدر ديبلوماسي يعمل في وزارة الخارجية ل"كود"، أن سفيرنا في النرويج بوشعاب لم يقم بأي عمل يذكر خاصة مع الأحزاب السياسية النرويجية، نفس الأمر ينطبق على سفيرنا في السويد زهور العلوي.
لفهم "النكسة الديبلوماسية يجب أن نفهم تركيبة البرلمان الأوربي، فهو يتكون من مجموعات معادية للمغرب وتجاهر بذلك، وهي "اليسار الموحد واليسار الأخضر ورابطة الديموقراطيين والليبراليين و"بي بي أو"، وهي مجموعات كانت ضد المغرب أدخلت ملف كديم إزيك إلى البرلمان الأوربي كما أدخلت قضية أميناتو حيدار لولا اليمين الفرنسي داخل البرلمان الأوربي الذي نسق مع اليمين الأوربي لكانت إدانة المغرب في قضية أميناتو حيدار. وقد اتصلت "كود" مرات كثيرة بمسؤولين بوزارة الخارجية والتعاون لتقديم روايتهم على هذا الإخفاق الديبلوماسي، لكن هواتفهم ظلت ترن دون جواب. بالإضافة إلى وزير الخارجية يتحمل البرلمان المغربي دورا في هذه النكسة، فقد غاب ولم يقم بدور على مستوى الديبلوماسية الموازية، خاصة أحزاب مثل الاتحاد الاشتراكي.