في أول حادث اشتباك عنيف من نوعه بالمغرب، بين مناصري الأحزاب، خلال الحملة الانتخابية الحالية، عرف التجمع الخطابي الذي نظمه العربي أقسام، وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار بالدائرة الانتخابية سيدي إفني، عشية يوم الجمعة الأخير بجماعة تغيرت، والذي كان من المتوقع أن يحضره كل من عزيز أخنوش والرايسة فاطمة تبعمرانت، هجوما من طرف أنصار حزب منافس، مازال لم تحدد هويتهم بعد. وتتضارب الأقوال بين انتمائهم لحزب الحركة الشعبية أو حزب آخر منافس حاول التمويه والتستر على هويته باستعمال منشورات الحركة الشعبية. وأفادت مصادر عاينت الحادث، في تصريحات لكود : أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي في البداية، وتم تنصيب منصة التجمع في المكان المخصص لها بإحدى الساحات الرئيسية بالجماعة، في ظروف عادية. إلا أنه بمجرد وصول الموكب الانتخابي لوكيل لائحة التجمع، وصعود هذا الأخير للمنصة لإلقاء خطابه، تقاطر أنصار حزب منافس، وبدؤوا في إلقاء هتافات ضد وكيل التجمع، وصعدوا المنصة وأرغموا بالقوة وكيل اللائحة على النزول منها.
وتطورت الأحداث، ليدخل الفريقان في اشتباك وتبادل للحجارة، مما نتج عنه تكسير زجاج العديد من السيارات المركونة بالساحة. كما عمد بعض الأشخاص إلى إضرام النار في لافتة حزب التجمع المعلقة فوق المنصة، لتمتد إلى جزء من هذه الأخيرة، مما دفع رجال الدرك والقوات المساعدة إلى التدخل لتطويق المكان وفض الاشتباك بين الأطراف المتصارعة، والحيلولة دون تطور الأمور.
وأكدت مصادر لكود أن الاشتباك الحاصل بين الأطراف المتصارعة والجلبة التي خلفها الحادث بين الأطراف المتصارعة، وأمام محاولة العديد من الأشخاص الهروب بسياراتهم من مكان الاشتباك، نتج عنه دهس أحد السائقين لشاب في الرابعة عشر من عمره، في حادث كاد أن يؤدي بحياته، وتم نقله إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت، حيث مازال يرقد، إلى غاية زوال أمس الأحد. وأكدت مصادر طبية أن الشاب تجاوز مرحلة الخطورة وحالته الآن مستقرة، ويتماثل للشفاء.
وأضافت المصادر أن وكيل لائحة الحمامة كاد أن يصاب في هذا الحادث، إثر محاولة بعض الأشخاص الاعتداء عليه، إلا أن مناصريه حالوا بينه وبين المعتدين، وطوقوا وكيل اللائحة، واحتموا بمقر الحزب، إلى أن هدئت الأوضاع، ليغادروا الجماعة تحت حماية الدرك. وكشفت مصادر مطلعة أن حزب التجمع الوطني للأحرار، تقدم بشكاية في الموضوع لدى السلطات القضائية، تطالب بالتحقيق في الحادث وبالكشف عن الأطراف التي تقف وراءه.
وفي اتصال هاتفي أجرته "أخبار اليوم" بالعربي أقسام، وكيل لائحة الحمامة بالدائرة الانتخابية سيدي إفني، استنكر الحادث، وقال أن، "ما وقع لا يشرف العملية الانتخابية، والديمقراطية ككل، وأن هذا الأسلوب هو أسلوب الجبناء". وأضاف العربي أقسام، "نحن في الوقت الحالي لا نتهم أية جهة معينة، وأن ما يشاع في الوقت الحالي من انتماء هؤلاء إلى حزب الحركة الشعبية أمر مشكوك فيه، بدليل أن المنشورات التي كان هؤلاء البلطجية يوزعونها، رغم أنها تحمل شعار السنبلة، إلا أنها منشورات موسخة وملطخة، ويبدو أن هناك من قام بجمعها من بين تلك التي تم رميها وتوزيعها سلفا، قصد التمويه، وإلصاق التهمة بطرف آخر".