ف 25 يناير 1897 ف اكثر منطقة عنصرية ف ميريكان تزاد واحد الدري افريقي سميتو ويلي جونسون،والديه بجوج فلاحين وكانو كل يوم أحد كايديوه للكنيسة بحال كاع الاسر الافريقية الامريكية،وتما اكتشف الأغاني الدينية اللي كتسمى ف ميريكان الكَوسبل.. واحد القسيس شاف الدري مهتم بالايقاعات وهو يعطيه كَيطار صغير يتعلم عليه ، وملي وصل عمر سبع سنين، شمل الاسرة تفرق و الأب تزوج امرأة ثانية و سافر لقرية أخرى،وكالعادة ف بحال القصص التقليدية زوجة الاب كانت كتكره ويلي الصغير وكانت كتعدا عليه بزاف وكتفضل ولدها عليه..ولكن اللي ماشي تقليدي هي ان قبحها والشر اللي فيها وصلها لدرجة انها تلوح ليه جافيل مركز ف عينيه بلعاني حيث كان الاب كايمشي عند عيالات اخرين وكانت كتغير عليه بزاف..”ويلي” بسبب هاد الحادثة مابقاش كايشوف..ولا أعمى ويالاه مسكين شاف غير شوية من العالم،ومن تما ناس القرية ولاو كايسميو ويلي الاعمى Blind Willie من بعد هاد المأساة الولد مسكين اتجه اكثر للدين و الموسيقى، وبقا غير مخشي ف الكنائس البروتستانتية كايغني و يعزف وهادشي كان امر عادي قبل مايطور اسلوب البلوز،حيث كاع المغنيين الامريكان السود، بالارث الموسيقي اللي جابو من افريقيا،ردوه ديني مسيحي،وماخرجش البلوز من سيطرة الكنيسة حتى خرجات اسطورة المغني روبرت جونسون Robert Johnson،ملي دار اغنية “مفترق الطرق” اللي فيها رمزية كبيرة، كايقول فيها انه كان مسافر و فشي مفترق الطرق تلاقا الشيطان اللي عرض عليه يبيع روحه مقابل يعلمو يضرب الكَيتار مزيان، هادشي تدار ف اغنية معروفة، باش يبرر انه خرج الموسيقى من الكنسية للزنقة و البارات وخرج حتى كلمات الاغاني اللي مابقاتش كتهضر غير على يسوع و الخلاص و الصبر و ملكوت الرب بل على الحب و الويسكي و الضياع.. ويلي الاعمى هز تاهو كَيتاره ملي حس بلي خص يخرج من الجنوب الامريكي الفقير ومن الكنيسة و يمشي يطلع فين كاين الشهرة،و ف رحلاته ف القرى الصغيرة كان كيغني ف الزنقة و ينعس ف الحقول مع شي موسيقيين اخرين ومن زهر الانسانية انه تلاقا مع شي وحدين كانو مهتمين بتسجيل كاع الاغاني الافريقية الامريكية و يديروها ف الارشيف وسجل معهم شي تراكات ولكن بقا ف حياة التشرد مع صحابو. جرب يسجل اسطوانات تجارية بحال المغنيين الاخرين ف الثلاثينات ملي وصل لوس انجلس و دلاس ولكن ماربحش بزاف د الفلوس، شركات الانتاج ماكانتش مختلفة على جو ومناخ العنصرية اللي منتشرة ف ميريكان تاهي ديك الساعة، و الاسود كيابقا غير “نيكَرو” وخا عازف او مغني واعر وكايعطيوه الفتات بعدما يبيع كاع الحقوق ديالو ليهم. ملي عيا من التشرد ومابقاوش فلوس وبدات فترة ف ميريكان كايسميوها فترة الازمة الكبرى بعدما بدات الحرب العالمية الثانية و الجيوش خذات كاع الانتاج الغذائي ف العالم، رجع ويلي لتكساس ولقا الوالدين ماتو و دار الاب ديالو طاحت، وحتى زوجة الاب المجهولة مشات بحالها وحيث ماعندو فين يمشي بقا ف الدار اللي طاحت وكان كاينعس فيها وخا بلاسقف حتى مرض بالملاريا و حتى سبيطار ماكاناش قابل يدخلو يعالجو،كان بالنسبة ليهم مجرد متشرد اسود اعمى معلق كَيتارة ف عنقو.. وف ليلة 18 سبتمبر 1945 مات ويلي فوق جورنالات مبلولة بالشتا فنفس الدار اللي تزاد فيها. ماخلا غير شي اغنيات قليلة مسجلة برداءة وجوج صور يتيمة ماوضحاش الملامح ديالو فيها.. فعام 1977، النازا طلقات مركبة سميتها فواياجر 2 باش تستشكف الكواكب،ودارت فيها لوحة ذهبية فيها معلومات على الكرة الارضية و الانسان و حضارته،اشرف على اختيار مكونات هاد اللوحة العالم الامريكي المعروف ساكَان، عمرها بالصور ديال الطبيعة و شي فيدوهات و رموز موجهة للكائنات الفضائية الا بغات تجي للارض و تكتشفنا.. العمر الافتراضي لهاد اللوحة هو 500 مليون سنة، فهاد اللوحة دار تسجيلات صوتية ب55 لغة انسانية و اصوات الحيونات و قطع موسيقية من كاع اللغات و الاعراق، ودار فيها تسجيل صوتي للرايس الامريكي جيمي كارتر كايقول فيها «هذه هدية من عالم صغير ، تعطي شيئا من أصواتنا ومن معلوماتنا ، و صور , وموسيقى ، ومن فكرنا و أحاسيسنا. نحن نحاول البقاء وعليه فربما نعيش بعض الوقت من الزمان و نعاصركم . .» مالقاش العالم ساكَان مايدير من بعد تقديم الرايس الامريكي الرسمي غير أغنية ديال ويلي الاعمى جونسون، اللي سجلها ملي كان حازق متشرد وعطاها اسم ” مظلم كان الليل ..” أغنية فيها غير عزف على الكَيتار و همهمات حزينة،مافيهاش حتى كلمة، كما كان ويلي كايعبر عن الالم و الوحدة و العزلة اللي كان كايحس بهم وهو كايغني فقد كان ف نفس الوقت كايعبر على الوحدة د البشرية فهاد الكون، و الحزن اللي كتعيش فيه وهي راكبة على هاد الكوكب اللي كايدور ف هاد الظلمة الكبيرة..الأغنية قالو عليها شي فنانين أنها تصلح تولي النشيد الرسمي للبشرية.. ف نهار 13 دجنبر 2018، يعني الشهر الفايت، قالت النازا ان مركبة فواياجر 2 مزال مستمرة ف رحلتها و يالاه خرجات بنجاح من النظام الشمسي ووصلات الفضاء الخارجي اللي مكنعرفو عليه والو من غير صور نجوم واصوات بعيدة.. وربما يقدر بعد الاف السنوات،البشرية تنقرض ولا تتطور لشي كائنات اخرى، ولا يختفي هاد الكوكب كاع و يموت كما كتموت ملايين الكواكب ف الكون، وغادي تبقى غير أغنية “ويلي الأعمى” خالدة كتدور ف الكون فوق المركبة الفضائية كتعبر على وجودنا و الوحدة اللي كنعيشوها :مظلم كان ليلنا..Dark was the night