ضعف الأداء الحكومي و عدم انعكاس ذلك على معيش المغاربة وموجة الغلاء، وقرارات ابن عرفة كما يسميه زملاؤنا في كود جعلتهم يعبرون على سوء الأحوال المادية وغرقهم في “الكريدي” وانسداد الأفق بجملة شهيرة أبدعها في لحظة تجل تشخيصية الفنان المقتدر نور الدين بكر “راك غادي في الخسران أحمادي”، جملة عاد إليها المغاربة وانتشرت بالفايسبوك الذي صار تيرموميترا تقاس به أحوال المواطنين. “راك غادي في الخسران أ حمادي” كانت نتيجة أيضا لنور الدين بكر، ممثل موهوب أدخل البسمة على قلوب المغاربة، قبل أن تتدهور حالته الصحية مؤخرا ويقاتل من أجل البقاء و العودة باستماتة وبعصامية وبجهود ذاتية لفنه وجمهوره، لكن قلب الرجل والفنان نور الدين بكر منكسر ويرثي حال زملائه قبل حاله، وهو يذكر بمصير الفنانين أحمد الصعري المشلول وعبد اللطيف هلال طريح الفراش، في إيثار ونكران الذات يليق بالفنانين الكبار، وهو يصرح لقناة شوف تيفي. نبرة انكسار وخيبة الأمل والاحساس بالجهود كانت واضحة ونور الدين بكر وهو يسائل الكل: “فين كنتو ملي أنا كنت كنعاني؟بفففف وشكرا” سؤال يلخص جحودا مغربيا يطبع علاقة السياسة الثقافية بالمغرب بالفنانين، جحود لا يتكسر إلا بتصريحات تأبينية يسوق فيها البعض نفسه قبل ظهور صيحات الماركوتينغ ديجتال و “السيلف براندينغ” أو التسويق الشخصي، في براغماتية مغربية منقطعة النظير. “بففف” المغربية أو معادلتها المشرقية “طز” هي صرخة احتجاج على حجودنا المغربي، وثقافة تكريم الفنانين أمواتا وجرهم أحياءا نحو القبور تحت تأثير الفاقة والعوز والمرض. نور الدين بكر وعبد القادر مطاع وأحمد الصعري وعبد اللطيف هلال وآخرون لن يكلفوا وزارة الثقافة كثيرا، ولن يكلفوا الدولة ملايير الدراهم، هو علاج ومسكن لائق وراتب يحفظ كرامتهم فقط، وقبل ماهو مادي الاعتراف والتكريم لا الجحود والتهميش.. بففف وشكرا..