على غرار "بيك يا وليدي" التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي السنة الماضية، ووصل صداها إلى قبة البرلمان مع النائب البرلماني عن "فدرالية اليسار الديموقراطي" عمر بلافريج؛ طفت على السطح قبل أيام عبارة أخرى لا تقل أهمية عنها ألهبت الفايسبوك، والتقطها النشطاء المغاربة ويوظفونها للتعبير عن السخرية من قرار أو موقف أو قضية ما، وهي المعنونة ب"راك غادي ف الخسران أحمادي". ولاحت هذه العبارة الشهيرة التي تكاد لا تغيب عن تدوينة المدونين، تزامنا مع قرار الحكومة الاستمرار في العمل بالتوقيت الصيفي المثير لغضب المواطنين الرافضين له، نظرا إلى الارتباك الذي سببه لهم بعدما كانوا تواقين إلى التخلص منه منذ الأحد الماضي، ليفاجؤوا بمرسوم تمديده يوم الجمعة الأخير في مجلس حكومي استثنائي. وعبارة "راك غادي ف الخسران أحمادي"، هي مقتطف من الفيلم المغربي "سرب الحمام" الذي أنتج سنة 1998 من إخراج محمد عاطفي، ويظهر في لقطة منه الممثل المغربي نور دين بكر وهو ينصح صديقه رشيد الوالي، ويدعوه إلى الرجوع عن غيه والعودة إلى جادة الصواب وتغيير طريقة تعامله مع زوجته، التي يرى بكر أنها لا تليق برفيقه الوالي. بهذه العبارة الشهيرة بدأ النشطاء الفايسبوكيون يعبرون عن مواقفهم تجاه قضايا الساعة، ومنها الساعة الصيفية طوال السنة، إذ هناك من خاطب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بهذه العبارة مع تعديل في المفردات قائلا: "راك غادي ف الخسران أ العثماني"، استحضارا للأضرار التي سيتسبب فيها العمل بالتوقيت الصيفي (غرنيتش+1)، وهي دعوة صريحة من المغاربة لعدول الحكومة عن قرار استمرار العمل ب"التوقيت غير القانوني". ولم تسلم المقالات الصحافية من توظيف هذه العبارة الحاملة لدلالات، إذ كتب يونس مسكين، مدير نشر يومية "أخبار اليوم"، افتتاحيته لعدد الاثنين 29 أكتوبر بعنوان "ساعة من زمن الاستعمار"، جاء في الفقرة الأخيرة منها ما يلي: "إننا باختيار التضحية بمجتمع بأكمله إرضاء لكارلوس غصن ومواطنيه، بعد سنتين من الأحلام الإفريقية وترويج فكرة استعادة انتمائنا القاري المفقود وتنويع شركائنا الدوليين، مع ما يعنيه ذلك من استثماره اقتصاديا وتنمويا، نبعث رسالة واحدة في نهاية الأمر، وهي أن عقاربنا عادت لتضبط على ساعة الاستعمار. أما الوجوه السياسية «القاصحة»، التي خرجت للدفاع عن القرار كما لو كان لها نصيب في اتخاذه، فاللسان الجماعي الشعبي أوجز لهم الجواب هذه الأيام، حين قال: راك غادي فالخسران آ حمادي".