قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن بلاده علقت الزيارات السياسية إلى السعودية، وذلك بالتنسيق مع ألمانيا وبريطانيا وهولندا. وأعلن الرئيس الفرنسي في حديثه للصحفيين بعد قمة القادة الأوربيين في بروكسل، أنه ينتظر "توضيحات" حول اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ". وصرح ماكرون: "في ظل الظروف الحالية قررنا تعليق بعض الزيارات، السياسية منها". وأضاف الرئيس الفرنسي أن زيارة وزير المالية برونو لو مير إلى المملكة لحضور المنتدى الاقتصادي الأسبوع المقبل لن تمضي قدما الآن، مشيرا إلى أن القرار لن يؤثر على زيارات الأفراد أو رجال الأعمال. هذا وأفاد بأنه ناقش القرار مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وانضمت فرنسا إلى عدد من البلدان والشركات التي قالت إنها ستقاطع الحدث الاقتصادي السعودي وسط تقارير تفيد بأن الصحفي خاشقجي، الذي اتخذ من الولاياتالمتحدة منفى اختياريا له، استدرج لفخ وقتل بداخل القنصلية في اسطنبول من قبل عملاء سعوديين. وقال ماكرون الذي زار السعودية العام الماضي، إن وقائع اختفاء خاشقجي "مقلقة للغاية". وعندما سئل عن مصير ولي العهد محمد بن سلمان وموقعه في البلاط الملكي، قال ماكرون: "ليس لي أن أعلق على الأوضاع السياسية الداخلية لأي بلد آخر، ولا الجوانب النفسية أو الأمنية بداخلها". وفي وقت سابق الخميس، أعلن وزير المالية الفرنسي برونو لومير إلغاء مشاركته في منتدى اقتصادي سعودي يعقد في العاصمة الرياض الأسبوع المقبل، وذلك على خلفية اختفاء الصحفي المعارض جمال خاشقجي. وقال لومير إن على السلطات السعودية أن تشرح أسباب اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله إلى قنصليتها في مدينة إسطنبول في الثاني من أكتوبر الحالي. بدوره ألغى وزير المالية الهولندي فوبكي هويكسترا مشاركته في منتدى الاقتصاد السعودي نظرا لعدم وجود توضيحات من الرياض حول مصير خاشقجي. من جهته قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إن خططه لحضور مؤتمر للاستثمار في الرياض الأسبوع المقبل سيعاد النظر فيها. واختفى الصحفي السعودي جمال خاشقجي المتعاقد مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 2 أكتوبر الجاري عقب دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه، في قضية أحدثت صدى واسعا في العالم. وقال مسؤولون سعوديون إن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها دون تقديم أدلة تثبت ذلك. وأفادت "واشنطن بوست" أن بعض المسؤولين الأتراك أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت اغتيال الصحفي داخل مبنى القنصلية، وهو ما نفته السلطات السعودية بشكل قاطع.