حددت الولاياتالمتحدةالأمريكية، رئيسة مجلس الأمن الدولي لشهر شتنبر، آخر أيام عُهدتها على هرم مجلس الأمن، يوم الجمعة الموافق للثامن والعشرين منه، موعدا لجلسة مخصصة للتداول حول نزاع الصحراء، وفق الأجندة الأولية لمجلس الأمن، والتي لم يُتوافق عليها من لدن الأعضاء. وخصصت الولاياتالمتحدة ومندوبتها الدائمة نيكي هالي، جلسة للنزاع المعمر لأزيد من أربعة عقود، بالتزامن والدينامية التي وعد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بضخها في شهر شتنبر الجاري، سعيا للمساهمة في تقريب وجهات نظر المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، قصد برمجة جولة مفاوضات جديدة في شهر أكتوبر المقبل، قُبيل متم ولاية البعثة الأممية “المينورسو” في الواحد والثلاثين منه. ومن المرتقب أن تُخصص الجلسة التي لم يتحدد إن كانت علنية أم مغلقة كالعادة، بعد تصريحات مندوبة الولاياتالمتحدة الأمريكي لدى الأممالمتحدة، والتي أكدت أن جلسات شتنبر ستكون مفتوحة لإضفاء الشفافية عليها،-ستُخصص- للتداول حول محورين أساسيين ضمن الملف، أولهما يرتبط بتقرير متكامل سيُقدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول عمل بعثة “المينورسو” نسبة لخلاصات المسؤولة عن لجنة التقييم المستقلة ديان كورنر التي سبق وإلتقاها بأروقة الأممالمتحدة بتاريخ الثالث عشر من غشت الماضي، والتي ستُحيطه في لقاء آخر وعبر بسط شامل بنتائج عمل البعثة منذ تأسيسها سنة 1991، والإكراهات التي تواجهها والسبل الكفيلة بالرفع من مردوديتها على أرض الميدان على ضوء الخصاص المهول الذي تعانية، سواء ما تعلق بالعنصر البشري، أو لوجستيا، فضلا عن تخصيصها لجزء من تقريرها للتعاطي لمفهوم عمل البعثة بشكل عام في ظل التنافر التام في وجهات النظر بخصوصه، إذ تؤكد المملكة المغربية أن عملها يرتبط بمراقبة إتفاق وقف إطلاق النار مع البوليساريو، بينما تبرز البوليساريو ان عملها مرتبط محوريا بتنظيم الإستفتاء بالصحراء. وبخصوص المحور الثاني من الجلسة فستشهد تقديم إحاطة نوعية تعالج آخر تطورات جهود الأمانة العامة للأمم المتحدة والمبعوث الشخصي هورست كولر، خاصة شق الدفع بالعملية التفاوضية نحو البلورة للخروج من حالة الجمود المسيطرة على الملف نتيجة لتصلب المواقف على مدى السنوات الثمان الأخيرة، وإن علمنا أن برمجة الجلسة في اليوم الأخير من عُهدة الولاياتالمتحدةالأمريكية يرجع لفسح المجال ما أمكن لجهود الوسيط الأممي هورست كولر، لكن شرط أن يفيد الدول الأعضاء بالمستجدات ومواقف الطرفين ضمن الولاية الأمريكية، بغية الضغط على الطرفين لتقديم إشارات إيجابية تمنح المبعوث مساحة أوسع للمرور لصلب موضوع النزاع. ويشار أن هورست كولر عمد على تقديم موعد إحاطته حول زيارته للمنطقة، حيث كشف عنها في جلسة الثامن من شهر غشت الماضي، خلال ولاية المملكة المتحدة، وذلك لتخصيص الجزء الأكبر من مناقشات مجلس الأمن للتداول في صلب موضوع النزاع المتعلق بالعملية التفاوضية السياسية بين المغرب وجبهة البوليساريو بإسهام من الجارتين الجزائر وموريتانيا.