المراقب للعلاقات المغربية الاوروبية، سيلاحظ أن المغرب، لم يعد تلك العاهرة التي تقدم الخدمات لعشيقها من أجل رضاه، بل أصبح عقب نزاع جزيرة ليلى، يلعب دور الند بالند، ليتحول في الوقت الراهن إلى لاعب أساسي في حوض المتوسط. إسبانيا، لديها العديد من المشاكل الامنية، أهمها الهجرة والارهاب، وصارت متأكدة أنه بدون مساعدة المغرب لن تستطيع حماية نفسها بالشكل المطلوب، وهذا تأكد للمراقبين الاسبان بالمقارنة بين النموذج الفرنسي والنموذج الاسباني، حيث يعتبرون أن عدم تقديم المغرب لمساعدة طارئة خلال هجمات باريس، جعل الامن الفرنسي يهتز، في حين أن المغرب جنب اسبانيا على مدار السنوات الماضية، العديد من الهجمات الارهابية عبر ضرباته الاستباقية. نفس الامر ينطبق على الهجرة، حيث يعلم الاسبان أن الطريقة الوحيدة لمحاربة الهجرة السرية، التي ارتفعت هذه السنة بشكل كبير بعدما بلغ عدد المهاجرين الذين نجحوا في العبور 23000 الف مهاجر 17 بالمائة منهم مغاربة، يعلم الاسبان أن طريقة مواجهة هذا المد هو بالتعاون المغربي. صحيفة ” ال بيريوديكو” الاسبانية، قالت أن وزير الخارجية الاشتراكي السابق مراتينوس، ورئيس الحكومة الاشتراكي السابق ثاباطيرو، تحدثوا مع محمد السادس لمدة 45 دقيقة أول أمس الاثنين بقصر مارشان بطنجة بعد تلقيهما دعوة من القصر الملكي، لحضور احتفالات عيد العرش. وأضافت الصحيفة، أن الاسبانيين المنتميان للحزب الاشتراكي نقلا طلب الحكومة للملك محمد السادس، والمتمثل في مواجهة الهجرة السرية التي ارتفعت هذه السنة بشكل كبير جدا، ليؤكد لهم محمد السادس الذي تحدث معهما باللغة الاسبانية طيلة اللقاء، أن المغرب يقوم بمحاربة الهجرة السرية، وأنه لن يدخر جهدا لذلك وسيزيد من مجهوداته في هذا المجال. ويتخوف الاسبان من إحدى الدراسات التي قالت إن نصف مليون مهاجر سري في طريقهم للعبور إلى إسبانيا بعد اتخاذ ايطاليا لاجراءات مشددة في حق المهاجرين السريين، حيث سيتوجه اليمنيون والسوريون والعراقيون وباقي الجنسيات الافريقية التي تطلب اللجوء، إلى البوابة الاسبانية عبر المغرب، للوصول إلى أوروبا، الامر الذي أحدث ضجة إعلامية في الجارة الايبيرية، سيما بعد نجاح ازيد من عشرين الف ماهجر في الوصول هذه السنة لاسبانيا.