قبل البرازيلي جوزي فاريا تدريب أسود الأطلس بعدما شاهد مباراة ودية لهم أمام فريق باريس سان جرمان في الرباط. وقال لأحد المسؤولين الذي رافقه إلى ملعب مولاي عبد الله “إيلا عطيتوني هاد المنتخب غادي نبقى في المغرب”. وكان المنتخب قد فاز في تلك المباراة بهدفين لصفر وقدم عرضا جيدا. وفعلا تحمل فاريا مسؤولية تدريب الأسود، ووفي بوعده، وبقي في المملكة إلى أن وافاه الأجل المحتوم. استقدم فاريا معه مواطنه جورفانفييرا كمعد بدني، وكان الأخير قد تخرج من كلية الطب، لكن عالم كرة القدم استهواه، وفضله على فتح عيادة. كانت بصمة جورفانفييرا واضحة على التكوين البدني للاعبي الجيش الملكي ابتداء من الموسم الأول، إذ وجد لاعبو باقي الفرق صعوبات كبيرة في مجاراة العسكريين طيلة 90 دقيقة، وذلك ما سمح لهم بالفوز بلقب البطولة في موسم 1983-1984. حين تكلف فاريا بتدريب المنتخب، إلى جانب تدريبه لفريق الجيش الملكي، وضع ثقته من جديد في مواطنه جورفانفييرا، “الذي استلهم برنامج تدريب منتخب البرازيل في مونديال 1970″، وفق نور الدين البويحياوي عميد النادي القنيطريوالمنتخب المغربي حينئذ، وأضاف: “وجدنا، في البداية، صعوبات كبيرة في التكيف مع ذلك البرنامج الذي كان يطبقه فييرا بحذافيره. لكن مع توالي الاستعدادات والمباريات، أصبحنا نحس أننا قادرون على مجاراة اللاعبين الأفارقة الأقوياء بدنيا. وذلك ما يفسر نجاحنا في التأهل إلى أولمبياد لوس أنجليس في عام 1984، ثم إلى مونديال المكسيك بعد سنتين، بل ذلك ما يفسر وقوفنا، في المونديال، ندا للند أمام منتخبات أوربية قوية”. يشار إلى أن الأسود تأهلوا إلى أولمبياد لوس أنجليس على حساب منتخب نيجيريا، فيما تأهلوا إلى مونديال المكسيك 1986 على حساب المنتخب الليبي بعد تجاوز منتخبات سيراليون ومالاوي ومصر. وكان جوزي فارياوجورفانفييرا قد قادا، أيضا، الجيش الملكي إلى الفوز بكأس إفريقيا للأبطال في عام 1985.