توفي أمس الثلاثاء، بمدينة المحمدية، الناخب الوطني السابق، المهدي فاريا، صانع أفضل إنجاز للكرة المغربية في المونديال، حين قاد أسود الأطلس إلى الدور الثاني لمونديال المكسيك عام 1986 فضلا عن نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم عامي 1686 و1988، بعد أن أهل أسود الأطلس إلى أولمبياد لوس أنجلوس 1984. وكان الراحل وصل إلى العاصمة الرباط بعد بداية الموسم الرياضي 83/84 بأسابيع قليلة لقيادة فريق الجيش الملكي، الذي كان يضم وقتها سلسلة طويلة من خيرة العناصر الوطنية (أسطرا، احمييد، الرموكي، اللمريس، حمدي، احسينة، شيشا، الفاضيلي، هيدامو، التيمومي، خيري، حليم، الغريسي، العزيز، بودراع…..)، وتمكن من قيادة هذه المجموعة لحصد سلسلة من الألقاب، وطنيا وقاريا علما أنه اختير في الوقت نفسه لقيادة المنتخب الوطني، بعد هروب مواطنه جايمي فلانتي. كانت المباراة الدولية الإعدادية ضد بلغاريا في فبراير 1984 (1-1) بمثابة نقطة الانطلاق للتوقيع على مسيرة متميزة، ويكفي أن فاريا كان وراء قيادة أسود الأطلس لبلوغ الدور الثاني في نهائيات مونديال 86 بالمكسيك، بعد التعادل مع إنجلترا وبولونيا والتغلب على البرتغال (3-1) في الدور الأول، وكان بذلك أول إنجاز من نوعه لمنتخب عربي وإفريقي في تاريخ المونديال، علما أن مسار الأسود في التصفيات المؤهلة إلى المونديال المذكور كان متميزا. بعد أن قضى الراحل سنوات طويلة مع فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني، عاد إلى الخليج العربي، بعد أن كان اشتغل مع المنتخب القطري للشباب، إذ استجاب لعرض نادي الشارقة الإمارتي، الذي أمضى معه موسما واحدا ثم عاد لتدريب الجيش الملكي، ثم درب الاتحاد البيضاوي، ثم الكوكب المراكشي لفترة قصيرة، قبل أن يقود أولمبيك خريبكة إلى العودة للدرجة الأولى، كما درب شباب المسيرة. بعد أن اعتزل الميادين، ابتعد الراحل عن الأضواء، ووحدها العناصر الدولية التي تربطه بها علاقة متميزة، خصوصا لاعبي النادي القنيطري، ظلت على صلة به، علما أنه استقر لفترة طويلة بمدينةالقنيطرة، قبل أن يتركها أشهرا قليلة وينتقل رفقة ابنه للعيش في مدينة المحمدية. وتلقى فاريا قبل رحيله دعوة حضور حفل تكريم بمدينة طنجة على هامش المباراة الدولية، التي جمعت قدماء المنتخب الوطني بالنجوم السابقين لريال مدريد، يوم الجمعة الماضي، ورغم أن الفقيد كان يرقد بإحدى المصحات بسبب تدهور حالته الصحية، قاوم المرض وانتقل إلى طنجة ليعيش لحظة اعتراف بالخدمات، التي أسداها للكرة الوطنية وهو محاط بعناصر قادها في سنوات مجد كرة القدم المغربية. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.