تأهل أسود الأطلس، إلى الدور الأخير من إقصائيات مونديال 1982، على حساب فراعنة مصر، بعدما عادوا بتعادل سلبي من القاهرة وانتصروا في مباراة الذهاب التي جرت في الدارالبيضاء بهدف نظيف، ليضربوا موعدا مع المنتخب الكاميروني الذي كان يضم كتيبة كبيرة من اللاعبين المميزين، بقيادة جون بيير طوكوطو إلى جانب روجي ميلا والحارس توماس نكونو. دخل المنتخب المغربي في معسكر مغلق بمركز مولاي رشيد في المعمورة، غير بعيد عن سلا، استعدادا لمباراة الذهاب التي برمجتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم يوم 15 نونبر 1981. وفي ظل تلك الاستعدادات، تسرب الخبر “الصدمة” الذي يفيد غياب الحارس الزاكي بادو بسبب إصابة لن تسعفه في المشاركة، وأن رونق حارس فريق نهضة سطات هو من سيكون حاضرا في المباراة. ثم وعلى عكس كل التوقعات، وقع اختيار مسؤولي وزارة الشبيبة والرياضة والجامعة الملكية المغربية على الملعب البلدي بمدينة القنيطرة لاستقبال الكاميرونيين. وهو الاختيار الذي فاجأ الجميع وطرح أكثر من علامة استفهام، فضلا عن إثارته استياء عدد كبير من الجماهير المغربية، التي وجدت نفسها غير قادرة على حجز تذكرة للدخول إلى الملعب الذي تصل قدرته الاستيعابية، بالكاد، إلى 10 آلاف متفرج. رد أحد المسؤولين حين سئل عن أسباب اختيار الملعب البلدي بالقنيطرة بدل الملعب الشرفي في الدارالبيضاء الوحيد، في المغرب، القادر على استيعاب أكثر من 60 ألف متفرج، بالقول إن اختيار القنيطرة جاء على خلفية حماس جماهيرها الكبير التي كان وراء فوز النادي القنيطري بلقب البطولة في موسم 1980-1981. جواب لم يكن، أبدا، مقنعا. إذ سرعان ما خفت ذلك الحماس، بمجرد تسجيل الضيوف لهدف مبكر، في الدقيقة 15، بواسطة روجي ميلا، ثم جون بيير طوكوطو في الدقيقة 25 من الشوط الأول، الذي عرف تضييع المغرب لضربة جزاء عن طريق اللاعب شيشا. في الشوط الثاني، نجح الكاميرونيون في مجاراة المباراة للحفاظ على نفس النتيجة وانتظار مباراة الإياب أمام جمهورهم. نال الزوار، في النهاية، مرادهم، وحكموا على أسود الأطلس بوضع القدم الأولى خارج مونديال إسبانيا 1982، قبل أن يحسموا بالفعل تأهلهم بعد الفوز، للمرة الثانية، على المنتخب المغربي بهدفين مقابل واحد، وليكرس الأسود غيابهم عن المونديال للمرة الثالثة على التوالي.