بدأ أسود الأطلس يململون جراحهم بعد الهزيمة القاسية أمام المنتخب الجزائري يوم 9 دجنبر 1979. فبعدما تمكنوا من احتلال الصف الثالث في بطولة كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها نيجيريا في مطلع العام الموالي، قطعوا الأدوار الأولى، بنجاح، في الإقصائيات المؤهلة إلى مونديال 1982، المزمع تنظيمه في ملاعب الجارة الشمالية إسبانيا. أصبحت أمام الأسود مباراة واحدة، أمام منتخب الكاميرون، للحسم في التأهل، وتوقيع عقد جديد من شأنه أن يساهم في نسيان “الهزيمة-الفضحية” أمام منتخب يمثل “أكبر خصوم الوحدة الترابية”، كما كتب أحد الصحافيين حينها. انتهت تلك المباراة، التي جرت في الملعب الشرفي بالدار البيضاء، بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وكان من تبعاتها أن دخل المدرب الفرنسي كي كليزو إلى المستشفى ولم يغادره إلا على كرسي متحرك لزمه حتى اليوم الأخير من حياته. في تلك الأجواء، سارع عبد الحفيظ القادري وزير الشبيبة والرياضة، حينئذ وحين كانت الوزارة تعين وتعزل قبل قوانين الفيفا الجديدة، إلى تعيين مدربين مغربين هما عبد الله السطاتي ومحمد جبران للإشراف على المنتخب، ولما سأله الملك الحسن الثاني عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك الاختيار، رد القادري، المنتمي لحزب الاستقلال والذي كان يتمتع بشخصية قوية، بالقول إن أي مدرب أجنبي لا يمكنه أن يفهم عقليةاللاعبين المغاربة أكثر من مدرب مغربي. لكن بعد ثلاثة أيام، استدعاه الحسن الثاني وقدم له سيرة المدرب الفرنسي جيستفونطين ، ثم قال له: “هذا أيضا مغربي. لقد ولد وترعرع في مراكش والدار البيضاء”، ثم أمره أن يتعاقد معه، على أساس أن يكون كل من عبد اللله السطاتي ومحمد جبر ان مساعدين له. ذلك ما حدث بالفعل، غير أن القادري، الذي سبق أن شغل منصب كاتب دولة مكلف بالحكومة في حكومة أحمد بلافريجأواخر خمسينات القرن الماضي، “استمر في التدخل في عمل جيست فونطين إلى حد الإزعاج. قبل أن يضطر الأخير إلى إبلاغ جهات عليا بالأمر”، وفق ما تداولته صحف حينها. انتهت القصة بإعفاء عبد الحفيظ القادري، في إطار تعديل حكومي واسع، يوم 5 أكتوبر 1981، في الوقت الذي كان أسود الأطلس قد دخلوا في معسكر استعدادا لمباراة الكامرون التي جرت يوم 15 نونبر 1981 بالقنيطرة.