أترضاه لنفسك. أترضى أيها المقاطع أن يوظفوك لإسقاط الحكومة. أترضى بهذه السيناريو الذي بدأ يروج. وغدا سيظهر المحللون. وسنقرأ عن الاحتمالات الممكنة. وعن الحلول المتوفرة في الدستور. أترضى أن يكون العقل المقاطعاتي بسيطا إلى هذا الحد. ويعقد مقارنة بين المغرب والأردن. ويهاجم وزراء بعينهم. ورجال أعمال بعينهم. وشركات بعينها. وحزبا بعينه. أترضى أن تُستغل. ويتم اللعب بك. وإجراء تسخينات بك. أترضى هذا أيها المقاطِع. أترضى أن تكون حقل تجارب. واختبار. وتخيل أيها المقاطع وأنت ماض في مقاطعتك. تخيل أنك كنت تشارك في لعبة منذ البداية. تخيل هذا الاحتمال. تخيل أن مقاطعتك كانت عبارة عن مسيرة ولد زروال ثانية. وخالية من هفوات المسيرة الأولى. ومتقنة من ناحية الإخراج. والتمثيل. وكأنها واقعية. وبمقاطعة من كل الأطياف. تخيل أنك شاركت فيها دون أن تدري. تخيل وأنت تنتقد مسيرة ولد زروال. وتسخر منها. كنت عنصرا فعالا في التعبئة لها. وفي الخروج في مسيرة ولد زروالية. طبعة ثانية. مزيدة ومنقحة. تخيل هذا. تخيل أنك كنتَ أيها المقاطع مشاركا فيها. وبالحماس الذي أبديته. ومجانا. ودون حافلات. ولا وجبات طعام. ولا زرقالاف. ولا لافتات. وهل ترضى هذا لنفسك. صراحة هل ترضاه. قل لي. قل لي أيها المقاطع. ثم وأنت ماض في مقاطعتك. يلتحق بك الإعلامي التيجيني. ويسمي الحكومة “حكومة سنطرال”. ويلتحق بك “مناضلو” البام. وتلتحق بك الكتيبة إياها. قل لي. أترضى هذا لنفسك. وما هي النتيجة. ما هي النتيجة سياسيا. النتيجة هي أن يبقى ثمن الحليب هو هو. وأن يصير المطلب هو سقوط الحكومة. وقد انطلقت الحملة الآن. والأغنية بدأت. والجوقة ترددها. والأسماء معروفة. تخيل هذا أيها المقاطع. تخيل مساهمتك في إسقاط الحكومة. ويا له من إنجاز أيها المقاطع. ويا له من ضغط. و ياله من خضوع للشعب ولإرادته. تخيل إنجازك أيها المقاطع. تخيل إسقاطك لسعد الدين العثماني ولحكومته. ما دمت مغرما بالمقارنات. بين الملكيات. ومادمت تظن أن لا فرق بين المغرب والأردن. وأن الدول العربية بحال بحال. وهل ترضى لنفسك حكومة غير “منتخبة” وهل ترضى أن يعوضها الخاسرون في الانتخابات. وخل ترضى أن تعوضها الشركات. وتخيل أنك غلبتَ الشركات والأسماء التي قاطعتها. وانتصرت عليعا. وأخضعتها. وساهمت في إفلاسها. لكنها تبقى مجرد شركات وأسماء أيها المقاطع. وستأتي أخرى لتعوضها. ولتحتل مكانها. بينما سيبقى ثمن الحليب هو هو. فهل ترضى هذا. وهل ترضى أن تقاطع كل هذه المدة. كي تكون ضحيتك هي الحكومة ووزراؤها. تخيل أن الناس نسوا الحليب والماء والوقود. والتركيز الآن على سعد الدين العثماني. وعلى الداودي. وتخيل أن بعض المقاطعين صاروا يطالبون باستقالة الحكومة. ويتحدثون عن الأردن. ويعتبرون الأردن نموذجا. وكيف وكيف. لكن من سيأتي بعد هذه الحكومة تخيل أيها المقاطع من سيأتي بعدها وانظر إلى من يدعو إلى ذلك ومن يروج لهذا السيناريو فهل ترضاه لنفسك قل قل لي أيها المقاطع.