قالت الشرطة في إندونيسيا إن أسرة كاملة نفذت الهجمات الانتحارية على ثلاث كنائس في مدينة سورابايا، يوم الأحد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات. وذكر تيتو كارنفيان، رئيس الشرطة في المدينة، أن أما وطفليها فجروا أنفسهم في إحدى الكنائس، بينما استهدف الأب وثلاثة أبناء آخرين كنائس أخرى. وقُتل في التفجيرات 11 شخصا على الأقل علاوة على إصابة العشرات . وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجمات الأحد، التي تعد الأعنف في إندونيسيا منذ عام 2005. ويمثل المسلمون حوالي 90 في المائة من سكان إندونيسيا، لكن هناك أيضا أعدادا كبيرة من المسيحيين والهندوس والبوذيين. في وقت سابق، قال واوان بوروانتو، من وكالة الاستخبارات الإندونيسية، إنه يشتبه في أن جماعة “أنصار التوحيد”، الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، تقف وراء الهجمات المتزامنة. وفي زيارة لموقع أحد التفجيرات، وصف الرئيس جوكو ويدودو الهجمات بأنها “بربرية”، مضيفا أنه أمر قوات الشرطة ب “البدء في تفيكيك شبكات الجناة”. وأعلنت الشرطة الإندونيسية، يوم الأحد، مقتل أربعة مشتبه بهم من جماعة أنصار التوحيد، في سيانجور غربي جزيرة جاوة، واعتقال اثنين آخرين. وأضاف ويدودو أنه من المحتمل أن تكون التفجيرات مرتبطة بحادث وقع في وقت سابق من هذا الشهر قتل خمسة فيه من أفراد الأمن خلال مواجهة استمرت 36 ساعة مع سجناء إسلاميين متشددين في سجن في ضواحي العاصمة جاكرتا. حدث الإنفجار الأول في كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية، حوالي السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي. وقال المحقق العام “ماشفود أريفين” لسي إن إن إندونيسيا إن الهجوم وقع باستخدام دراجة نارية. وذكرت وكالة رويترز، أن الهجوم الثاني استهدف مرآب سيارات تابعا لكنيسة بنتيكوستال، وأظهرت صور موقع الحادث دراجات نارية محترقة. بينما كشف شهود عيان أن الهجوم الثالث نفذته سيدة منتقبة، دخلت الكنيسة مع طفلين ثم فجرت نفسها. وأظهرت صور تليفزيونية تناثر الحطام حول مدخل إحدى الكنائس. كما أعلن مسؤولون إحباط هجمات أخرى كانت تستهدف كنائس أيضا. تقول ريبيكا هينشكي، من بي بي سي إندونيسيا، إن الهجمات كانت متزامنة ومنسقة وتستهدف من يأتون لتأدية الصلوات الصباحية، ووقعت جميعها في غضون 10 دقائق. وأضافت أن النساء أصبحن خلال السنوات الماضية، أكثر نشاطا في الخلايا الإرهابية بإندونيسيا، لكنها المرة الأولى التي يُستخدم فيها الأطفال في عمليات إنتحارية. وقالت هينشكي”نجحت إندونيسيا في مواجهة التطرف والحد من العمليات الإرهابية خاصة منذ تفجيرات بالي الكبيرة عام 2002، وشنت حملات ناجحة ضد شبكات التطرف”. وتوضح مراسلة بي بي سي أن “السلطات الإندونيسية نفذت مجموعة ناجحة من عمليات الاعتقال والقتل إلى جانب برنامج القضاء على التطرف، الذي ركز على تغيير العقول وتوفير مصادر رزق بديلة للإرهابيين المفرج عنهم”. لكن مع صعود تنظيم الدولة في الشرق الأوسط انتعشت آمال وأنشطة الجماعات الجهادية في إندونيسيا. كما تصاعد التشدد مؤخرا في أحد أكبر البلدان الإسلامية، ما ترك الأقليات غير المسلمة تواجه قلقا وخوفا.