أحباب الله قلة. لكنهم موجودون. والفنان محمد الشوبي واحد منهم. ففي كل مكان يوجد فيه محمد الشوبي يكون وجوده مبهجا. ويمشي على الأرض فتضحك الأرض. ويجلس على الكرسي فيفركل الكرسي بأرجله من فرط السعادة. وترقص الكؤوس التانغو مع الملاعق. أما الشارع فينتظر دائما أن يمر منه الشوبي. كذلك القطار يتأخر في الليل حتى يركبه الشوبي. ويفعل ذلك من أجله. ويختلق الأعذار. ويتوقف في منتصف الطريق. ويتعطل. وتتكلم تلك السيدة. ليصل إلى المحطة حسب توقيت محمد الشوبي. ومن يشك. فليسأل القطار. وسوف يجيبه. وفي ما يتعلق بالجلسات. فهي ناقصة. ولا تلتئم. دونه. وعندما يظهر لها الشوبي. تقف الجلسة. وتعمها جلبة. إلى أن يأخذ مكانه. وسطها. وإذا سألت الحياة لقالت إنها تحبه. وأنها تنتظره دائما بفارغ الصبر. وإذا سألت الفن. وإذا سألت المسرح. والسينما. والممثلين. والشعراء. والروائيين. والصحفيين. والندل. والناجحين. والفاشلين. والمارة. والحصى. والطاولات. والأشجار. والسماء. والليل. والنهار. والقمر. والشمس. والبرد. والحر. كل شيء. كل الكائنات يبهجها الشوبي. ويكون مزاجها عكرا. فتعتدل. وتصفو من الكدر. ولا شك أن الله يحب محمد الشوبي. وبعد أن خلق الله آدم على صورته. كان الشوبي ابنا لآدم. وخلقه طفلا كبيرا. وقد يغضب الله منا جميعا. لكنه من الصعب تخيل أن يغضب من طفل كبير ينشر هذا الكم الهائل من الحب. ومن الفرح. ومن البهجة. ومن السرور. ولأنه عادل. فلا شك أنه سبحانه لن يغفر لكل هؤلاء الذين يقودون حملة ضد الشوبي. ويحرضون عليه. ويهددونه. ولا يسيء أحد إلى الله أكثر من صفحة “رصد” المشبوهة. ومثيلاتها من الصفحات. ولا يسيء أحد إلى الله وأنبيائه أكثر من المروجين للإرهاب وللقتل وللكراهية . هؤلاء المتجهمون. أعداء الحياة. الذين يتربصون بأي جملة. وبأي كلام. كقناصة ينتظرون ضحاياهم عند المنعطف. ولو عرفوا الشوبي. ولو التقوه. ولو خالطوه. ولو سلموا عليه. ولو صافحوه. ولو جالسوه. لغمرهم بالفرح. وبالحب. ولأصابتهم عدواه. ولصرخوا: هذا الشوبي من أحباب الله ويلمس الأرض فتضحك ويعيش بيننا ونشكر الله وكل حركة يقوم بها وكل تحية منه تجعلك تؤمن أنه في بروفة لا تنتهي وفي النهار وفي الليل يتدرب على “الحياة في الجنة” فيجربها هنا ومعنا ويمثلها ومن فرط صدقه يستعجلها ويلعب كل الأدوار ويدعونا كل يوم اليوم إلى العيش فيها وإلى مشاهدتها ومن وجوده المبهج بيننا لا نصدق ذلك الوجود وبعضنا يحرض عليه ويهدده.