لا يعنيني أبدا أن أبحث عن الأصل. وعن الحقيقة. ولا أن أفتش في التاريخ. ولا أكذب في مثل هذه الحالات. بل أصدق دائما. وبما أن الأمازيغ قد اختاروا تقويمهم. فأنا معهم. وأحتفل بدوري برأس السنة الجديدة. ياه. كم كبرنا. وكم مضت علينا من سنة. ثم. ونحن في غفلة من أمرنا. ودون أن ندري وصلنا إلى عام 2968. ومقتنع أن المناسبات والأعياد تبقى مجرد مناسبات وأعياد. وليست علما. ولا تاريخا مضبوطا. ولا يشغلني هذا الأمر. وحقيقتها الوحيدة التي لا شك فيها هي الاحتفال بها. وأستغرب من هؤلاء الذين دورهم هو تنغيص حياة الناس. ويستكثرون عليهم أن يحتفلوا. وفي المسيحية. وفي الإسلام. وفي اليهودية. اتفق الناس على تواريخ محددة. وصاروا يحتفلون بها. ويخلدونها. وعند كل الشعوب. وكل الثقافات. تجري الأمور على هذا الشكل. أما الحقيقة فغير موجودة. أما الأصل فإرهاب. وأهم منهما الحياة. لكن. وحين يتعلق الأمر بالأمازيغ. يخرج "العلماء". و"المؤرخون". وممتلكو الحقيقة. وبيقين يشككون في السنة الأمازيغية. وكل الروايات صحيحة إلا رواياتهم. وكل التواريخ مضبوطة بالدقيقة والساعة إلى تاريخهم. ويخرج الإسلاميون. ويخرج العروبيون. ليشككوا في هذه المناسبة. وليشهروا تجهمهم. وضيقهم. واحتاكرهم للحقيقة. بينما أنا أصدق كل المناسبات. وأبحث عن أعياد جديدة لأحتفل بها. وعن عطل لأتبطل فيها. ولأفرح. والحقيقة أني لا أعرف من أنا. وهجين. وأستغل هذا اللبس. لأستفيد. وكلما حل عيد. فهو لي. وكلما حلت مناسبة. وسنة جديدة. فهي لي. وأنا اليوم أمازيغي. وغدا عربي. وما أطالب به ألا نكتفي مرة في السنة بالتذكير بهذه المناسبة. بل نحتفل بها بالفعل ونفرح. فقد كبرنا الآن. وعمرنا 2986 سنة. ولا يجب أن نضيع الفرصة. ولا يكفي الاعتراف الرسمي بها. بل كيف نخلدها. وماذا نأكل فيها. وماذا نشرب. وهذا هو الاحتفال. وهذا هو الانتماء. أما أن نكتفي بطبق فيه حمص ولوز وتمر. ونتحلق حوله. ويكمش منه الصغار. ويملأوا به جيوبهم جيوبهم. أو بقصعة كسكس. وكوب لبن. فهذا سبق لنا أن جربناه. بل نريد إضافة نوعية وعيدا ليس كالأعياد وأنا أعول عليكم أيها الأمازيغ الأحرار. فلا تخذلوني. وتعالوا نحتفل ونرقص ونغني حتى الصباح