— بعد ايام من ممارستي للكتابة الرأي، لاحظت انها مهنة بل اكثر من مهنة، مسؤولية صعبة وخطيرة، وفي نفس الوقت قد يغتر بها صاحبها فيظن نفسه انه صوت الجماهير المقهورة ومرشدهم ومنير طريقهم من الفساد، الى ان ينتهي به الامر في مكان مجهول وتتركه الجماهير التي كانت تنفخ له وتهتف باسمه وبشجاعته في التعبير عن الراي، تتركه وحيدا لا يعلم حاله ومكانه الا الله… لكن ليس موضوعنا هو هذا، موضوعنا هو ظواهر فايسبوكية وواقعية، بلغتنا العامة مع ناس عايشين معانا قراو شوية وولاو كتفايلو علينا صباح مساء بالاصطدام بالحائط وان بلادنا الحبيبة تقترب من الهاوية، ولا يرون اي شيء مميز فيها او اي تقدم يحصل، وكل ما يشغل بالهم هو متى يحين موعد الخراب؟ فتتحقق احلامهم الثورية التي قرأو عنها في كتب انجلز وماركس وعبد السلام ياسين… لا شيء يهم هؤلاء سوى رؤية الوطن مقسم الى اشلاء مبعترة والى دويلات منهم من يحلم بصحراء يحكمها جنرالات الجزائر ورئيسها من السماء السابعة، كل هذا فقط نكاية في النظام، ومنهم من يحلم بريف يشبه ريف حلب فقط للتتحقق نبوءته ولكي ندخل في الحائط، نبوءته التي ما لبث يكررها علينا منذ السبعينات الماضية ومزال مابغاتش تحقق ليه… منهم من كان يدفع بالشباب الى الفوضى ويحرضهم على التصعيد والمواجهة وعند اعتقالهم اصبح يندد بالحكم عليهم بعشرين سنة عبر صفحته في الفايسبوك ويفرح بعد حكم الاستنئاف بتخفيض المدة الى خمس سنوات، فهو لا يريد حلا للازمة بل يريد فقط احراج النظام والاصطدام بالحائط… من هؤلاء مؤخرا من انتقل حقده الى كرة القدم واصبح يتمنى فوز الافواريين على صفحته في الفايسبوك، وبالرغم من انه كان كل يوم ينتقد سياسة الدولة والملك السائرة في الانفتاح على افريقيا والافارقة، وبالرغم من انه كان كل يوم يذكرنا بان كرة القدم افيون الشعوب، لكن بين عشية وضحاها وفقط نكاية في النظام مرة اخرى واملا في الاصطدام بالحائط، يتجاوز ويتناسى كل هذا فقط لانه يظن ويتوهم ان تاهل منتخبنا وفرحة اناس بسطاء بهذا التاهل سيؤخرنا عن الاصطدام بالحائط وعن الثورة المنشودة …. هؤلاء للاسف اعماهم حقدهم ولا نعلم من اين لهم كل هذا الحقد؟ وهل الوطن فعلا يتجه نحو الاصطدام بالحائط ؟ وان كان الامر كذلك فعلا ماذا قدم هؤلاء للوطن وعلى اي معايير يكررون هذه الاسطوانة المشروخة منذ السبعينات الماضية؟ وهل يحملون مشروعا ووعيا وبديلا حقيقيا؟ ام ان مشروعهم فقط هو الحقد على النظام وعلى الدولة وتمني الخسارة حتى للمنتخب يمثلنا كرويا …