عبد الحميد جماهري نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 10 – 01 – 2014 خرج أبو النعيم مبتهجا من أول لقاءله بالأمن المغربي. وأصر المكفر الكبير أن يعلن ذلك على الملأ ويصرح به للعموم. كان الرجل، الطاهر الشجاع، الذي لا يخاف في الله لومة لائم، على حد تعبيره، سعيدا، لأنه خرج سالما ومعافى من امتحانه الأول مع الأمن المغربي ..! لا شك أنه كان يتوقع لحظات صعبة، وربما عادت إلى ذهنه محكيات السجناء السابقين والجحيم الذي عاشوه من أول يوم من اعتقالهم إلى آخر يوم لخروجهم إلى القبر أو إلى المستشفيات.. لهذا كان فرحا: بالصحة: هل فكر عقله المتحجر في المناضلات اللواتي عبرن الجحيم .. هل فكر في النساء الاتحاديات اللواتي نعتهن بالبغايا وهن يصمدن أمام آلة القمع الشرسة. هل فكر في الزوجات الاتحاديات والمناضلات والأخوات الرائعات، وهن يتجولن بين الكوميساريات والمعتقلات.. هل فكر العقل العتروسي المتبجح في السيدة فاظمة الاتحادية، المرأة التي كانوا يعلقون جسدها في المروحيات – الهيليكوبتير- ويوجوبون بها أطراف الغابة في الأطلس، ويزرعون فيها الرعب معكوسا: من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس!! هل يملك الشجاعة التي ملكتها، وهي تصمد في وجه آلة رهيبة كانت تبحث عن زوجها وشقيقها الهاربين بأحلام الثورة في أعالي الجبال؟ ماذا لو أنهم – مثلا مثلا فقط – صفعوه في البحث الأول مع الأمن: هل كان سيقرأ علينا آية الزبانية؟ الذين يكتبون عن المعارك الرابحة والمعارك الخاسرة في قضية كرامة المرأة: كيف شعروا يوم دار الحديث عن قبضهم الملايين، وليس البغاء والعهارة؟ ألم يفكروا أولا، قبل الربح والخسارة في الاعتذار… تعالوا للمباهاة هاهم أهلنا وهاتوا أهل جهاد نكاح، وتعالوا نقول إن لعنة الله على الجاحدين! قرأنا لأستاذ القانون، وقرأنا لأستاذ الفقه، وقرأنا لأستاذ اللغة، وقرأنا لأستاذ الحقد، وقرأنا لأستاذ القذف، لا فرق: فلا أحد اعتبر إهانة مغربيات سليلات حركة عظيمة من حركة الاتحاد تستوجب – على الأقل الاعتذار! والاعتذار ليس واردا، ولكن مظلومية الناعقين، الذين يجمعون من ورائهم حصاد السياسية غلبت:هل اعتذر المقريء للشعب المغربي ولأهل سوس، قبل أن يعرض علينا التهديدات التي مست أهله(وهي مرفوضة ومنبوذة، ولن نقبل بتهديده ولا تهديد عائلته بالقتل)؟ لا شيخ يعتذر، ولا مقريء يعتذر، سوى الذين يؤذنون بالحرب في الناس!! هل قرأت أيها الشيخ البطل، عن السيدة البهية، المي فاضمة، وعن سيدة الموقف ثريا السقاط، وهل صادفت في مسيرتك المتشعبة بين القبور والأطلال وبين هواجس .. الشبحية اسم السيدة أم حافظ، يوم كنت تكتفي من الحياة بالجدران وظلالها وتسير جنبا إلى جنب مع .. القطط احتماء من أشياء مبهمة؟ أم حافظ أيها الجهبيذ علقت وهي حامل، وسقط ابنها في برودة مارس على إسفلت القبو المخصص للتعذيب، وسالت دماؤها وماء المشيمة؟ ولم تكن سعيدة تطير من الفرح وهي تغادر الجحيم لأن أهلها كانوا يقيمون فيه!! هل عشت ما عاشته النساء المؤتمرات، منذ بداية العهد الرصاصي الأول؟ لقد غاضك أن يضع النبي الجنة تحت أقدام النساء.. وأنك لم تستطع، ولم يتحمل عقلك أن تكون لهن شيء قليل من إرث الدنيا. هن نساء يستحقن الوطن ويستحقهن الوطن. طاهرات نبيلات قويات، لايخفنك ، وتلك مهنة جميلة في زمن الردة، وأقدم مهنة للنساء القويات الجميلات أن يطردن الظلام من محيط الأرض ومن قلوب الناس. دامت لك المسرات أيها الشيخ وساعات الفرح، لأنك خرجت سالما، تكاد تطير من الفرح، لأن الأمن في البلاد لم يعذبك مثلما عذبت النساء الاتحاديات.. من عهد الاستعمار إلى فجر الانفراج!! كن متيقنا لو كان النبي حيا، هل كنت تعتقد بأنه سيأخذك، عليه صلوات الله وسلامه، في حروبه، وفي جولاته للدعوة؟ كان سيبارك القويات اللواتي واجهن الظلم والاستبداد عندما كنت تعتبر أن أخطر مكان في الأرض.. هو السرير! كن متيقنا بأن الرسول الكريم كان سيسعد بهن وهن في الجبهة، كما كن في السجون والمستشفيات، وفي ساحات النضال البعيدة .. عندما تعتبر بأن موقعة بدر الأولى تقع.. في الأنترنيت..!