رغم أن موسم جني الزيتون وعصر زيوته قد انصرم منذ مدة طويلة فإن تجار قيساريات الشاوية والحفارين بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان يعرضون هذه الأيام زيوتا للبيع للمواطنين، على أساس أنها زيوت جديدة في حين أن الأمر يتعلق بزيوت مغشوشة مخلوطة ب«فانيدة» تمنحها لونا أحضرا بشكل مؤقت لجعل الغفلة بين البائع والشاري ممكنة. ويعمد مروجو هذه الزيوت المغشوشة إلى مزج شحوم وزيوت مائدة بأقراص يتم استيرادها من اسبانيا، شبيهة بمسكنات الرأس، تعطي للزيوت لونا أخضرا فاقعا مع مذاق شبيه بذلك الموجود في زيت الزيتون الحديثة العصر. وتباع في منطقة كراج علال بكازا هذه الزيوت بسعر مائة درهم ل«بوديزة» من فئة 5 لترات، أي بسعر عشرين درهم للتر الواحد.في حين أن سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون الحقيقي والغير المغشوش لايقل عن 50 درهما. وفي الوقت الذي تتحرك فيه مصالح مراقبة وزجر الغش وتخوض كل شهر رمضان للقيام بحملات موسمية لحجز أطنان من السلع المهربة والمشكوك في سلامتها الغذائية، فإنه بمجرد انتهاء شهر الصيام حتى تعود الأحوال على ماهي عليه ويعود تجار الغش لممارسة عملهم بشكل اعتيادي غير عابئين بما يمكن أن تشكل سلعهم المغشوشة من تهديد لصحة المواطنين.