انتقدت برلمانية العدالة والتنمية ايمان اليعقوبي بطريقتها مرور ابن عرفة الحزب رئيس الحكومة امس السبت في برنامج خاص على "الاولى" و"دوزيم". وكتبت تدوينة جاء فيها: لدي ملاحظات عديدة على اللقاء المباشر مع رئيس الحكومة يمكن أن أذكر بعضها فيما بعد وسأحتفظ بالبعض الآخر لنفسي. لكن أتساءل سؤالا على مستوى الشكل له طابع صحفي لا علاقة له بالتعليقات السياسية المقدمة حوله: في أي سياق يدخل هذا اللقاء؟ سؤالي ليس مرتبطا برئيس الحكومة لكن بكونه لقاء صحفيا يمكن أن نعتبر أن الشكل أسس له رئيس الحكومة السابق الأخ عبد الإله بنكيران، حين قرر الحديث مع المواطنين عن موضوع رفع الدعم عن أسعار المحروقات. الفكرة ليست أبدا في المقارنة، لكن حين سمعت أن اللقاء سيكونمشتركا بين القناتين وحين سمعت بأسماء الترابي وسمير شوقي وهما إسمان أكن لهما الكثير من الاحترام لكفاءتهما ومواقفهما الطيبة وتمكنهما سواء السياسي وأو الاقتصادي، توقعت أن يتحدث اللقاء عن قضايا كبرى متعلقة بأمور السياسة في الوضعية الراهنة للبلد أو عن موضوع الحسيمة بشكل حصري، لكنني فوجئت أن اللقاء لم يرق بالمضمون لما كان ينتظره الكثيرون بالرغم من الأسئلة الشجاعة والصريحة للصحفيين ومن كثير من الأجوبة التي رآها البعض موفقة من طرف الدكتور العثماني. فعلى المستوى الإعلامي وعلى مستوى الشكل، أحسست أن اللقاء كان اتخاذ قرار إجرائه سريعا ومرتبكا وربما فيه الكثير من الإرتجالية وهو ما جعله لا يدخل ضمن أي إطار معين وبالتالي خلق ارتباكا لدى الجمهور الذي حل الإشكال بمحاولة المقارنة بين رئيس الحكومة السابق واللاحق. وهذا جعلني أتساءل سؤالا آخر على مستوى الشكل، وهو دائما مرتبط بإدارة القناتين ولا علاقة له لا برئيس الحكومة ولا بالصحفيين: لماذا نعقد لقاء صحفيا بهذه القيمة وفي هذا التوقيت ثم نجعل من محاور اللقاء محاور تقنية محضة، ونسائله في مواضيع تم طرحها في جلسات المساءلة الشهرية في البرلمان؟ اللقاء افتقد لنقطة ارتكاز وربما لسبب وجود أصلا. فالحوار مع رئيس الحكومة يحتاج لمجهود أكثر ولبرمجة وتخطيط أكبر، ولمحاور أقوى ولنقل لنبض الشارع بشكل أكثر جرأة. أثني جدا على المحاورين الذين خلقوا التوازن الكافي والمطلوب وطرحوا كثيرا من الأسئلة التي أراد المغاربة سماعها تطرح. لكن هذا لا يمكن أن يجعل لقاء صحفيا ينجح طالما لا يظهر أن للقاء أي توجه واضح منذ اتخاذ قرار عرضه على الشاشة من طرف إدارة القناتين وبالتالي لم يجب على أي تساؤل جوهري عميق لدى المواطن ما يقتضي طرح السؤال: ما الداعية له وهل كان المغاربة محتاجين له أو هل أجاب عن احتياحاتهم من سماع رئيس الحكومة يتحدث إليهم؟ لا جواب لي، إلا إن كان سيتم سن سنة تنظيم حوار مع رئيس الحكومة دون أي سبب وجيه او واضح لتتحول هذه السنة فيما بعد لعادة لا تقنع أي أحد من المشاهدين بجدواها الإعلامية …