ثقل التهم التي وجهت لنشطاءالحراك المعتقلين، من القضاء الواقف، جعلت المعتقلين يصدمون وهم الذين كانوا يعتقدون أن التهم ستكون بسيطة. التعجب بلغ مداه حين نطق أحدالمعتقلين في وجه القاضي بجملة "pik y'a Waldi"، القاضي طبعا لم يفهم اَي شيء من هذه الجملة، وبينما فهمها المحامي كتم ضحكته وهو يحاول أن يشرحها للقاضي لكنه لم يستطع. لكني سأفوز محاولة بسيطة لشرحها، سأشرحها لكم بالمواقف مادامت اللغة العربية في غالبها انصياعية، ولا تتعجب الا نادرا. حين تجد إماما يخطب ولَم ترقك خطبته فإنك في الريف تردف الخطبة بجملة pik y'a Waldi. حين يهاجمك الأمني ويصفك بإبن الصبليون أو إبن العاهرة فإنك لن تجد رد على موظف يتقاضى اجره من جيبك ثم يشتمك غير pik y'a Waldi. حين تجد أن منطقة بأكملها يستحيل أن تجد فيها عائلة ليس بها على الأقل مريض واحد بالسرطان وأقرب مستشفى للتشخيص والعلاج يبعد بخمسمائة كليومتر فإن جملة pik y'a Waldi هي المناسبة. حين ينطق المحلل السياسي الوهمي والعالم الديني بغير الحق فإنك في الريف لن تجد أبلغ من جملة pik y'a Waldi. حين تعلم أن المدينة ليس بها سينما ولا مسرح ولا مكتبة ولا دار للشباب فإنك مرة أخرى أمام جملة pik y'a Waldi. pik y'a Waldi بالنسبة لنا لم تعد جملة عادية، لأنها أصبحت منذ زمن ترمز الى كل ما هو مقرف في هذه الحياة.