احترموا عادل الميلودي يا مغاربة فقد أخبركم أن عائلته تدخل إلى الأنترنت وأنتم لا تحترمونه وأسرته تتفرج في اليوتوب وأنتم تتفوهون بالكلام الفاحش والساقط إنه فنان متخلق وعفيف ويحمر وجهه خجلا كلما سمع كلمة داعرة ولا يغني إلا الأناشيد الدينية في رمضان ولا يغني إلا الأغاني الوطنية والملتزمة والهادفة بينما أنتم تصرون على إغضابه وإثارة أعصابه وقد أغضبه عثمان ملين مول البندير وقد أغضبه محمد سقراط وقبل ذلك أغضبه الزملاء في بابوبي وأغضبته الزميلة نورا الفواري وحين يغضب الميلودي فهو يتحول إلى مجرم حقيقي ويبعث تهديداته بوجه مكشوف ومن يخيف الصحفيين أكثر اليوم من هو الخط الأحمر من الذي عليك أن تفكر ألف مرة قبل الاقتراب منه من هو السلطة الحقيقية في المغرب من الذي أرهب محمد سقراط من الذي هدد الزملاء في بابوبي، وأخذ عنوان جريدتهم وقال لهم أنا قادم لأنتقم منكم واحدا واحدا. وقد نتجرأ على كل السلطات وقد ننتقد الملك وقد ننتقد الأديان بينما لا أحد منا يجرؤ اليوم على قول كلمة سوء في حق الفنان الشعبي عادل الميلودي وبمجرد سماع تهديداته لا يمكنك إلا أن تشعر بالفزع والخوف وأن تهرب وتهرب وتركض إلى أن تغادر المغرب هذا المغني الرقيق هذا الحمل الوديع هذا الرومانسي يصور فيديو في الحين ويصدر الحكم ويكتب كلمات الأغاني ويلحنها والويل لمن أغضبه والويل لمن رسمه على شكل كاريكاتير والويل لمن لم يوافق هواه. وفي كل موضوع يدلي عادل الميلودي بدلوه، ولا يفوته جديد، ولا خبر، ويتابع السياسة والغناء والفضائح. وحين يغضب عادل الميلودي يمسخ إلى مجرم. كل مواصفات الإجرام تجتمع فيه. ولا أحد يسائله ولا أحد يستدعيه كما يستدعون المدونين والمدونات، والصحفيين والصحفيات. قدس الأقداس ويتحدث كأن لا سلطة في البلد يتحدث في الفيديوهات كرئيس عصابة يتحدث كأنه مسنود، وكأن المغرب غابة ويهدد كل من لا يعجبه، ويشتمه، وفي كل مرة لا شيء يقع لعادل الميلودي فناننا المحبوب الذي له جيوش من المعجبين وتقدر كل كلمة يقولها الرائع الجميل الملحن الظاهرة الذي يمنع رسمه وتصويره ويمنع ذكر اسمه أو السخرية منه ومن يفعل ذلك فلا يلوم إلا نفسه وفي كل مرة يضيف صحفيا أو فنانا إلى لائحته والسلطة تتفرج وما كنا نظنه موضوعا للضحك وللتسلية والتندر وما كنا نتفهمه ونعتبره فنانا شعبيا له جمهوره وعالمه صار يشكل بالفعل تهديدا لحياة الناس بعد أن استمرأ هو الآخر لعبة الفيديو واليوتوب واستسهل هذه العملية ولا فرق اليوم بينه وبين أي محرض على الإرهاب وعلى العنف وفي كل يوم فيديو وفي كل يوم جريمة إلكترونية وهذا كله بسبب أخلاقه العالية وبسبب حرصه على القيم وبسبب الاستفزاز الذي يتعرض له وانعدام الحياء وانتشار العري والفسق في الفيسبوك واليوتوب فاحترموا الرجل واحترموا حساسيته من الكلام الفاحش احترموا الزاهد وإلا قطعنا جميعا إلى أطراف كما قال بالحرف لأحد المغنين. أما في ما يخصني فإني أقدر عادل الميلودي وأحفظ كل أغانيه عن ظهر قلب وأرددها وأدندن بها ومثل عادل الميلودي، فإني أرفض هذا المستوى الذي وصلنا إليه من الانحطاط وأرفض هذه الميوعة المتفشية وأرفض أن يظن أني ضده بل أنا معه وسأبقى ومعي كل طاقم كود وندين بشدة كل من أثار غضبه ومس بأخلاقه العالية وأثار خجله فهو آخر المدافعين عن الأخلاق والقيم بعد أن تخلى عنها الإسلاميون وانشغلوا بتشكيل الحكومة وبالبرلمان وبالجماعات وبمحاربة التحكم