هذه الالتفاتة من الملك لليوسفي جد مؤثرة. لكن السياسة تحتم علينا اجتناب العاطفة والمشاعر. اتبع محمد السادس خطى والده وزار هذا الهرم الكبير في المقاومة، حتى إنه قبّل رأسه إجلالا له. نفس القائد الذي كرّمه الحسن الثاني. في هذه الصورة تكمن دلالة كبيرة، اليوسفي كرِّم وكبُر كشخص وليس كحزب. كانت له وظيفة عبور مسلك وعر بالملكية. يده في يد الملك الجديد، و حزبه آنذاك يبدأ مسار التدهور مع دخوله للحكومة . محمد السادس ووالده يمارسان نفس الطقوس، يبرز منهما الملك الإنسان ، الجسم الذي تتمكن منه العواطف . لكن وراء هذه الهيئة يتمظهر الجسم السياسي للملك الذي يعبر الزمان ويهمه الاستمرار والحفاظ على العرش، الذي يرى كل شيء من الأعلى، يحسب ويتحرك باستراتيجية السلالة، ويلتقط فائدة الرموز الوازنة. نحن أمام صورة غريبة لرجل بلغ الجزء العلوي من الحسبان، أشاد به الملك. في حين أن حزبه يحتضر في ساحة معركة الانتخابات التي حقق فيها نتيجة سيئة. حتما اليوسفي منفصل عن منظومته ، فقد صار رمزا مقويا للملكية وليس للاتحاد الاشتراكي الذي يموت.