التطور الذي حدث في المسيرة الكروية للمغربي الشاب سفيان بوفال يشبه "أسطورة كرة قدم" عصرية. كانت التوقعات تقول إنه في طريقه للدوري الألماني، لكنه وقع عقدا مع ساوثهامبتون، هو الأكبر في تاريخ النادي الإنجليزي، فلماذا؟ في أكبر صفقة في تاريخ ساوثهامبتون، أعلن النادي الإنجليزي الشهير يوم الإثنين (29 غشت) عن تعاقده مع لاعب الوسط المهاجم المغربي سفيان بوفال (22 عاما)، قادما من نادي ليل الفرنسي.
ورغم أن النادي لم يكشف عن القيمة المادية للصفقة إلا أن وسائل الإعلام تتحدث عن حوالي 25 مليون يورو. وقد وقع اللاعب على عقد لمدة خمسة أعوام حتى نهاية يونيو 2021. هذا المبلغ عال مقارنة بشهرة اللاعب المغربي الشاب، الذي سيبدأ عامه الثالث والعشرين في 17 من الشهر المقبل. لكن المدرب والمحلل الكروي المغربي عزيز الخياطي يرى أن سفيان يستحق هذا المبلغ بالنظر إلى موهبته.
وقال الخياطي "رغم صغر سن سفيان إلا أنه لاعب متمكن، ومن الصعب في كرة القدم الحديثة أن تجد لاعبا مهاريا مثل سفيان بوفال." إضافة إلى ذلك فإن بوفال لاعب جاهز حيث خاض الموسم الماضي مع ليل الفرنسي 29 مباراة سجل فيها أحد عشر هدفا، أي أنه "ليس مهاريا وموزعا هجوميا فقط، فقد كان أكثر من مرر لزملائه تمريرات جاءت منها أهداف، وإنما يسجل هو أيضا أهدافا بنفسه، ولذلك فإن ساوثهامبتون ليس مخطئا في التعاقد معه"، حسب ما ذكر الخياطي. ويؤكد الخياطي أن النجم المغربي الشاب، الذي ولد في فرنسا ويحمل جنسيتها إضافة إلى الجنسية المغربية يستحق أي مبلغ يدفع للتعاقد معه ويضيف: "بالنسبة لي كمدرب وتقني، فأنا أعرف مهاراته ومستواه التقني، وساوثهامبتون كان ينقصه لاعب مثل سفيان." يقول موقع "فوسبالترانسفيرز" إن تطور سفيان بوفال يشبه "أسطورة كرة قدم" عصرية. فقبل ما يزيد عن عام ونصف كان يلعب في أحد فرق الدرجة الثانية في فرنسا وبعد انتقاله إلى ليل في يناير 2015 تحول إلى نجم ترصده عيون أكبر الأندية الأوروبية مثل توتنهام وأرسنال وليفربول في إنجلترا وشالكه وفولفسبورغ في ألمانيا.
ونظرا للتقنيات الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب بإمكانه أن يلعب كصانع ألعاب أو حتى كجناح مهاجم على الجانبين، ولذلك كان الحديث في شهر يوليوز الماضي يجري على أنه البديل المحتمل للاعب شالكه سانيه، الذي انتقل من النادي أو لاعب فولفسبورغ شورله، الذي كان لم ينتقل بعد إلى دورتموند.
وقيل إن كل واحد من الناديين مستعد لدفع 20 مليون يورو مقابل الحصول على خدمات بوفال، وهو مبلغ مقبول نظرا للعائد الذي حصل عليه شالكه من بيع سانيه أوما كان منتظرا من بيع شورله.
واستبعد "فوسبالترانسفيرز" ذهابه إلى الدوري الإنجليزي لكن اليوم جاء الواقع مختلفا فقد انتقل ليلعب في مهد كرة القدم الحديثة وليس في الدوري الألماني، البوندسليغا.
فهل كانت البوندسليغا أفضل له من البرمييرليغ؟ يقول المدرب والمحلل المغربي عزيز الخياطي: "لو لعب في أي منهما فلن يكون الفارق كبيرا، لكن المتابعة الأكبر تتم في البطولة الإنجليزية، فوسائل الإشهار أكثر ومكانة البطولة الإنجليزية أكبر." ويتابع الخياطي "البطولات الإسبانية والألمانية والإنجليزية ارتفعت مستوياتها بشكل كبير حاليا لأن الناس هناك اشتغلوا بوسائل علمية حديثة من أجل رفع مستوى كرة القدم».