سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلفيات تشويه سمعة العالم الجليل مولاي عمر وعدم براءة التوقيت! شاطىء القمقوم يا مولاي عمر؟القمقوم يا علامة! هذه وحدها جريمة في حق الذوق وفي حق الحب وفي حق الحركة والإسلام والزواج العرفي والموثق وفي حق الإفطار في الصباح وفي حق التشاور والدعوة
كتبتها قبل سنوات عن مولاي عمر، لكنكم لا تقرأون ما أكتب، وتعتبرونني أمزح. هذا الرجل غير مرغوب فيه، ويحاربونه بشتى الطرق والوسائل. وكما يقول اللاتين: إنه بيرسونا نو غراتا. ويحاربه أهله، وجماعته، وتحاربه الدولة، ويحاربه رجال المال والأعمال. وتذكروا معي مؤتمر حركة التوحيد والإصلاح، وكيف تخلصوا منه، رغم أنه كان الأحق بالمنصب. فلا أحد كان يريده قبل سنتين من الآن، لا المخزن، ولا بنكيران، ورغم أني كتبت ما كتبت حينها، ونبهت إلى المؤامرة التي تحاك ضده، فلم تسمعوني. لكن علي أن أذكركم بالهجوم الكاسح عليه في الماضي، وكيف تجرأت جريدة مغربية، وقالت إنه يبيع بيدوزات زيت الزيتون لطلبته في المحمدية، وكيف سعى عدد من الصحفيين إلى تشويه سمعته. ولم يدافع عنه أحد في الحركة ولا في الحزب، ولم يصدروا أي تكذيب وتركوه عرضة للنهش. وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم بشكل مختلف، وبمحاولة جديدة للقضاء على مولاي عمر، وقد وجدتها الحركة فرصة مواتية للتخلص منه، قبل غيرها. لكنني لن أن أنخرط في هذه الحملة، فأنا صحفي حصيف ونبيه، ولي تقدير خاص لمولاي عمر، وأعرف قيمته، وأتابع منذ سنوات مقالاته العميقة. ومن واجبي أن أقول لكم الحقيقة كاملة غير منقوصة. والصحفي النبيه دوره هو أن يطرح دائما سؤال لماذا ومتى وأين. والذي يتابع منكم الإنتاجات الفكرية للعالم الجليل مولاي عمر بن حماد، سيعرف دون شك مقاله العظيم والمزعزع"لا للأضاحي بالتقسيط الربوي". وهذا المقال هو السبب في كل ما تعرض له مولاي عمر في الماضي واليوم، وما سوف يتعرض له في المستقبل. وبما أن عيد الأضحى على الأبواب، فإنهم استبقوا الهجوم عليه، قبل أن يهجم عليهم. ف"متى" مهمة في هذه القضية، وهي التي تجيب عن لماذا، والذي لا يطرح السؤال، فهو يؤكد على رواية الأمن ويزكيها. وإنصافا مني للرجل، علي أن أذكركم بما كتبت، ولا يهمني أن تصدقوني أم لا، مادام هدفي هو الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة. وقد شرحت قبل سنتين من الآن أن لوبي الأبناك ولوحات إعلانات قروض الخرفان هو الذي يريد رأس مولاي عمر، وهو الذي أزاحه من قيادة الحركة، وكلما اقترب العيد، يعملون المستحيل للتضحية به قبل أن يضحي بهم، ولن أخبركم عن الفوائد الكبيرة التي يجنونها من هذه العملية، وعن تخوفهم من أفكار مولاي عمر الذي كتب أن الكبش"ليس مجرد لحم". وإذا ظهر السبب بطل العجب. فلا تعتقدوا أن القضية هي جنس وفساد وزواج عرفي، ولا تنطلي عليكم حيلة المخزن، بل هي قضية خروف العيد، وقضية"لا للأضاحي بالتقسيط الربوي". أما حكاية وجوده في السابعة صباحا هو وتلك المرأة يتأملان البحر، فهذا لا يعنيني أبدا. لكني مع ذلك ألوم مولاي عمر، ولا أفهم سلوكه. فهل يوجد قيادي إسلامي عاقل يأخذ امرأة قيادية عاقلة ومحترمة إلى شاطىء القمقموم، الذي يتحول كل مساء إلى بار مفتوح على السماء، تهتز فيه السيارات وتترنح وتئن، وترمى قناني البيرة من نوافذها، فيتلقفها الصغار لبيعها. كأن مولاي عمر لا يعيش في المغرب، ولا يميز بين البحار والأراضي التي خلقها الله، ولا يعرف المحمدية ولا المنصورية، فيذهب إلى موقع مشبوه، لا يليق بمقامه. ما هذا يا مولاي عمر؟ القمقوم. أرض الله واسعة والشواطىء كثيرة، ولا تختار إلا مكانا اسمه القمقوم، مجرد التواجد فيه تهمة، ولو وحدك، يأتيك الصغار ويطلبون منك القناني. ويأتيك بائع طايب وهاري. ويأتيك صياد يستغل دوختك ويبيعك سمكا نتنا. فما بالك وأنت مع امرأة. القمقوم يا مولاي عمر؟ القمقوم. هذه وحدها جريمة في حق الذوق وفي حق الحب وفي حق الحركة والإسلام والزواج العرفي والزواج الموثق وتجعلني أعيد النظر في إعجابي السابق بك كما لو أنك قلت للشرطة اقبضي علي وافضحيني وأنا أتشاور وأتحاور في القمقوم. ولا أرغب في أن أتشفى ولا أن أتدخل في الحياة الخاصة لكني ورغما عني أضحك ولا أستطيع حبس ضحكتي وأتخيل المنظر رغم أن ما حدث طبيعي: رجل وامرأة في سيارة يتأملان البحر ويتشاوران حول مشاريعهما المشتركة لكن لا أحد كان يتخيل أن الرجل هو مولاي عمر والامرأة هي تلك الامرأة وهناك تكمن الدهشة وهنا تكمن حلاوة القصة ومرارتها وقساوتها في الآن نفسه ومفارقة قوانيننا المتخلفة التي تعاقب حتى من يدافع عنها ويتشبث بها وتجعله بعد أن وقع الفأس في الرأس يتحدث هو الآخر عن الحرية الفردية والحياة الخاصة وأين في القمقوم وهذا ما يؤكد أن حركة التوحيد والإصلاح وقيادتها يعيشون في غربة بيننا ويظنون البحار مجرد بحار في المغرب كما كان عليه الحال في الأزمنة الغابرة بينما حتى أعداء الله يفكرون ألف مرة قبل أن تطأ أقدامهم ذلك القمقوم ولا يفعلون ذلك إلا حين تضيق بهم السبل وتفرغ الجيوب.