كشف مشهد ارتماء رئيس الحكومة، على يد الملك لتقبيلها في سابقة من نوعها منذ تعيينه رئيسا للحكومة، حقيقة الغضبة الملكية التي فجرتها تصريحات وسلوكات عبد الإله بنكيران، والتي طالت شخص الملك وأحاديثه الشخصية مع رئيس السلطة التنفيذية. وأظهرت صور الاستقبال الملكي لمناسبة عيد العرش، إصرار بنكيران، الذي وضعه البروتوكول في مقدمة المستقبلين، على تقبيل يد الملك وهو الذي تعود على الانحناء على كتف الملك، سيرا على العادة البروتوكولية التي سنها جلالته، واستثنت العاملين في سلك الجيش الذين احتفظوا بطقوس تقبيل اليد ولاء وطاعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ووفق المعطيات المتوفرة، فإن "التقريعة" التي تعرض لها رئيس الحكومة، منتصف الأسبوع الماضي، حضرها امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي كان في زيارة خاصة لبنكيران، مشيرة إلى أن سيناريو الغضبة الملكية تابعه العنصر بتفاصيله، بعد أن هم بالمغادرة حين الاتصال الملكي، إلا أن رئيس الحكومة طلب منه البقاء.
ورغم كتم الوزير الحركي السابق للحادثة، فإن الخبر شاع بعد أن تحدث بنكيران في الأمر لبعض الوزراء من حزبه العدالة والتنمية الذين تعمدوا تسريب الخبر.
ويبدو أن الطريقة التي اختار بها رئيس الحكومة الرد على الغضبة الملكية لم تكن موفقة، لا في توقيتها ولا في طريقة تبليغها، فقد جاء تفسيره لتدهور علاقته بالملك في افتتاح ملتقى وطني لشبيبة العدالة والتنمية، وأمام حشد من أنصاره بالكلام على واقعة شخصية وقعت بينه وبين الملك.
واستعمل رئيس الحكومة عبارات لا تليق بمقام الملك قائلا "كيقولو سيدنا غضبان عليا.. نتموا خرجو من الموضوع.. بيني وبينو"، مستطردا "خدمت معاه خمس سنوات، يقدر يكون غضب عليا جوج مرات أو ثلاث"، ومضى في الرد بالقول "مني ليه، إذا كان الملك غضب عني. وقالها لي مباشرة أقسم بالله ما نزيد معاكم دقيقة".