ما يزال حدث رحيل عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة «بوليساريو » يلقي بظلاله حول مصير سكان المخيمات بعد رحيل الرجل لذي ظل يقود الجبهة منذ سنة 1976، وفيما يتولى حاليا «منصب » الأمين العام للجبهة، رئيس المجلس الوطني إلى غاية انتخاب الأمين العام الجديد في مؤتمر استثنائي يعقد في ظرف 40 يوما من وفاة الرئيس،فقد تعالت أصوات تنادي بالتعقل وطي صفحة الماضي مع مجيء وجوه جديدة. وأكد القيادي السابق في ( جبهة البوليساريو ) محمد ولد سويلم، اليوم الثلاثاء أن زعيم جبهة «بوليساريو» محمد عبد العزيز الذي وفاته المنية اليوم ، أذكى طيلة سنوات حس الانقسام والتشرذم في صفوف الصحراويين وعمق معاناتهم على كافة المستويات والأصعدة. وبحسب ولد سويلم أن حصيلة محمد عبد العزيز على رأس قيادة جبهة البولساريو كانت «هزيلة وغير طيبة ومحدودة الأفق، لأنه بغضر النظر على قناعات هذا الرجل، فممارساته طيلة سنوات خلت، طغت عليها انتهاكات جسيمة لحقوق الصحراوييين، وتعميق معاناتهم ووأد حلمهم في معانقة وطنهم الأم والعيش حياة كريمة في كنف عائلاتهم » . وأضاف « عندما نغوص في تجربة ومسار محمد عبد العزيز، نكتشف حتما أن هذا الرجل، أوقع إخوانه الصحراويين في متاهة واهية، وعرضهم لمعاناة أبدية، تحمل بين طياتها مزيدا من الجراح والانكسار الحتمي، ووظفهم كمادة وبضاعة لدى جهات أجنبية للاستغناء غير المشروع لا غير". وشدد على أن "أي مشروع يجعل من الصحراويين بضاعة، في أيادي الأجنبي، سيكون ماله الفشل الذريع، وسيتحمل حاملوه مسؤولية كبيرة امام الله والتاريخ والوطن والانسانية جمعاء ». وأشار إلى أن أحسن عزاء عزاء هو أن يستفيق إخواننا في جبهة البوليساريو من غفوتهم ويقلعوا عن نزواتهم ومعاكستهم لوطنهم الأم، ويعودوا إلى رشدهم، لأن الرجوع إلى الحق حقان، ولا يمكن لهذه التجربة المريرة أن تستمر.