كشف أحد الأشخاص ل «كود» أنه اكتشف صدفة أن شركة فتحت مكتبا لها بعمارات المنطقة الصناعية الألفة، التابعة لعمالة مقاطعة الحي الحسني، وشرعت في استقبال الراغبين في حجز شقق بمشروع سكني أطلقت عليه اسم «إقامات فرح الألفة»، التي روجوا أن شققها ممتازة وبأثمان مناسبة لا تتعدى سعر 25 مليون سنتيم. وهو السعر الذي يتم به ترويج شقق السكن الاجتماعي الذي تروجه العديد من الشركات خاصة بمشروع مدينة الرحمة. كما اقترحت الشركة شققا ب 32 مليون سنتيم مع الادعاء أن المساحة تتراوح بين 59 مترا مربعا و58 مترا مربعا.
وحسب أحد الأشخاص الذي لم ينطل عليه الإعلان الخادع، فإن إطلاعه على المشروع من خلال إحدى الصحف الوطنية جعله يزور مقر الشركة من أجل التأكد من حقيقة المشروع، خاصة أن البقعة الأرضية التي سيشيد عليها يعرف مالكها، الذي أخبره بأنه لم يفوتها لأحد، ولم ينشئ عليها أي مشروع.
وبانطلاق تحريات الشخص ذاته تم إطلاعه على أن الأمر لا يتعلق بشركة وإنما بودادية سكنية، وأن الأرض التي سيشيد عليها المشروع تبعد قليلا عن المكان المحدد سلفا. وهو ما أثبت أن كل هذه الإداعاءات مجرد وهم.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان حادثة أخرى عندما فتحت شركة كتبا لها بأحد أحياء الألفة بالدارالبيضاء، على مقربة من مدارة الشهدية، وشرعت في استخلاص دفوعات بملايين السنتيمات من أجل ترويج شقق أثبتت الوقائع أنها غير موجودة أصلا، وأن الشركة كانت ترشد ضحاياها من الزبائن إلى مشروع سكني تابع لإحدى شركات العقار الكبرى بالمغرب.
وقد تم اعتقال المتورطين في هذه العملية، وضمنهم أستاذ للتربية الإسلامية بإحدى ثانويات منطقة عين الشق بالبيضاء، وشخص ثان، بعدما فاق عدد ضحاياهم 100 فرد، سلبوهم ملايين السنتيمات. ومن شأن التحقيقات الأمنية أن تكشف التلاعب الذي كانت تمارسه هذه الشركة الوهمية.