"غلطة الشاطر بألف"، كما يقول المثلي الشعبي المصري. و"الشاطر"، كما يرى نفسه ونقصده بالحديث هنا، هو محمد بودريقة، رئيس الرجاء الرياضي، الذي ارتبك غلطة، في معركته الأخيرة دفاعا على "نزاهة البطولة"، والتي سبق أن يتسيد قائمة المتهمين بإفسادها في مواسم سابقة، هو "تجييشه" للفصيل المساند للفريق (إلترا إيغلز)، للمشاركة في سياسة "الأرض المحروقة" التي يريد إشعال نارها في تلابيب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، في مناورة جديدة للهرب من "المحاسبة" بعد تسيير هاو أدخل النادي الأخضر في أزمة مالية خانقة وقد يحرم القلعة الخضراء من لقب بطولة في المتناول. فهذه الغلطة أظهرت أن الفصيل المذكور يسير على نفس خطى الرئيس محمد بودريقة، وقد يكون يأتمر بأمره، وهو دور رفضت "الغرين بويز" أن تلعبه، وتشبثت بالصدح بما هو في مصلحة الفريق فقط، الذي يرى الفصيل المذكور أن أحواله مغادي تصلح حتى يمشي بودريقة ومن معه فحالهم ويأتي مكتب جديد برئيس شارب عاقلو ويكون قادر على إدارة شؤون واحد من أكبر الأندية الإفريقية والعربية، وهو ما يفسر الصراع الملتهب بين الفصيلين في المواسم الأخيرة.
الخرجة الجديدة ل "الإيغلز"، من خلال بيان شددت فيه على وجوب "التفاف جمهور الرجاء وراء صف واحد وتوحيد كلمتهم لإيقاف هاته المهازل التي لطالما عانى منها فريق الرجاء منذ تأسيسه، والذي حرمنا من بطولات عدة، ونحن واعون بما قد يترتب عن هذا القرار ونتحمل كامل مسؤوليتنا"، أظهرت أن الفصيل أصبح "بوقا" لبودريقة وسلاح يشهره في وجه كل من يعارضه، وهو معطى يجب أن يستحضر لفهم ما حدث يوم السبت الأسود، في المركب الرياضي محمد الخامس، حيث تفجرت معركة بين أنصار "الإيغلز" والغرين بويز" أريقت فيها دماء قاصرين، في مشهد لا تريد الكرة المغربية أن تتذكره.
لغط نزاهة البطولة يجب أن يحسم فيه بشكل نهائي ويذهب التحقيق القضائي إلى أبعد مدى ويحاسب كل من ثبت تورطه في التلاعب في المباريات، ولكن أيضا يجدب الذهاب بعيدا في التحقيقات التي تفتح في قضايا الشغب لأن مآسيه كانت أكبر وخسائره أفدح من ما تكبده فريق في موسم بأكلمه.