تعرض بلد بكامله لعملية تضليل غير مسبوقة في واقعة "اعتداء وهمي" على وزير الصحة الحسين الوردي من طرف صيادلة، ضمنهم الصيدلاني عبد الإله المنصوري، وهو واحد من أطيب خلق الله ومعروف بحيائه الزّائد، وهذا ليس دفاعا عن صهر أقوى مستشار ملكي في المملكة الشّريفة، وإنما دفاعا عن الحقيقة، التي تم تسويق نصفها فقط: "الوردي رجل شجاع ومحارب للفساد"، بتعبير عبد الإله بنكيران، الذي قدّم وزيره في قطاع الصحة في صورة "بطل"، فيما الأمر ليس كذلك.. إذ لم يعد سرا اليوم أن سعادة الوزير هو "أول من خرج للعار" بأسلوب تحقيري تحت الصفر استعان فيه بكلمات تحت الحزام عندما قال للمنصوري: (va te faire foutre) وتعني في الدارجة المغربية "سير تق.."، بل إن عبارة "va te faire foutre" حمالة أوجه في معاني الإهانة والاحتقار والازدراء لتصل إلى هذا المعني: "اذهب لتضاجع نفسك".. وكان طبيعيا أن يرد المنصوري بالقول "أنت وزير آخر زمان". وماذا كانت "جريمة" الصيدلاني المنصوري؟ لقد قال للوزير "إن حلّ هيئة منتخبة للصيادلة ليس أسلوبا ديمقراطيا".. ومعه حق، لأن القضاء الإداري أنصف الصيادلة، فيما احتفظ الناس للوردي بعد واقعة "الاعتداء المزعوم" بلقب "الزّعيم الذي جاء لمحاربة الفساد"، وهذه قضية أخرى، لأن تاريخ الرجل في كلية الطب لم يذكر لنا أي شيء عن "حروبه مع الفساد ولا ضدّ الفساد". بقي فقط أن نذكر وكيل الملك، الذي وجّه "تهمة إهانة موظف" إلى المنصوري، بأن الوزير الوردي ليس موظفا، بل هو مسؤول حكومي "أهان مواطنا" داخل البرلمان. انتهى الكلام.