وحدهم منتخبو و رجال السلطة بخنيفرة يتوجسون خيفة من اختيار الملك محمد السادس أن يحتفل بحلول العام الحالي بإفران. ففكرة أن الملك جارهم هذه الأيام تجعل مسؤولي خنيفرة يتبولون في سراويلهم, مخافة أن يمتطي الرجل سيارته و يقطع المائة كيلومتر التي تفصل بين المدينتين لزيارة عاصمة زيان التي تشبه إفران في كل شيء و تختلف عنها في كل شيء. نعم صاحب الجلالة... هذه حالهم في كل مرة تقترب منها من حدود الإقليم, مخافة أن تسقط ورقة التوت و ينكشف سر خيانة الأمانة التي سلمتها لهم أواسط العام 2008 في تلك الزيارة الشهيرة التي بدأتَها بإعفاء العامل محمد شويحات و أنهيتَها بتعيين ابن المنطقة أوعلي حجير بدلا منه, فسلَّمتَه مفاتيح المدينة و استأمنه على تنفيذ برنامج التأهيل الحضري و إعادة هيكلة خنيفرة بغلاف مالي ضخم يبلغ حجمه 220 مليون درهم... برنامج استهدف, تعزيز المرافق الجماعية و الخدمات العمومية من خلال تحسين عروض السكن و تعميم التزود بالماء الصالح للشرب و التطهير السائل, و الحماية من الفيضانات و تحسين جودة الخدمات الصحية و الولوج إلى الخدمات و كذا تأهيل البنيات التحتية السوسيو_رياضية. لكنهم خانوا الأمانة... و خدعوا الملك... لا يحتاج الأمر للجن تفتيش من المجلس الأعلى للحسابات للاطلاع على فظاعة الجريمة. لا يحتاج الأمر زيارة من زليخة الناصري للوقوف على فداحة الخيانة. تكفيكم يا صاحب الجلالة رحلة مدتها ساعة و نيف على متن "الكاط كاط" لمعاينة أن المدينة التي غادرتموها قبل أربع سنوات لم يتغير من حالها و أحوال سكانها شيء. و اليوم و قد مضت سنوات و دارت الأرض مرات و مرات, يبدو لسان الحال أبلغ من لسان المقال... لسان حال ساكنة خنيفرة الذي يقول:"يا صاحب الجلالة آجي تشوف آش داروا ف الأمانة..."