أثار المهندس والمصمم الكندي تشارلز بومباردييه في العاشر من مارس الماضي صخبا كبيرا بإعلانه عن تصميم طائرة سكريمر الأسرع من الصوت لنقل المسافرين بين القارات. غير أن الطائرة سرعان ما كشفت عن عيوبها، وهي الضجة الكبيرة لحظة اختراق حاجز الصوت، ثم الحرارة العالية التي تتراكم على مقدمتها وأجنحتها عند تعجيل السرعة، وهو ما أقر به المهندس لاحقا.
عد ذلك بفترة قصيرة اتصل بومباردييه بمهندس ومسؤول هندسي سابق في وزارة الدفاع يدعى جوزيف هازلتاين، واقترح عليه استخدام تقنية هوائية جديدة تحمل اسم (إيل. بي. إيم)، وهو ما دفع المصمم إلى وضع تصميم جديد مختلف تمامًا يحمل اسم أنتيبود.
أنتيبود هذه طائرة فخمة أسرع من طائرة الكونكورد باثنتي عشرة مرة وأسرع من سكريمر بمرتين، وبإمكانها نقل عشرة أشخاص لمسافة 20 ألف كيلومتر في أقل من ساعة. وقال بومباردييه لفوربس "أردت أن أصمم طائرة قادرة على الطيران بسرعة غير مسبوقة".
وأنتيبود وضعت بالتعاون مع مؤسس شركة لوناتك كونسيبتز، آبيشك روي، ومن شأنها أن تكون قادرة على الإقلاع من أي مطار بفضل صواريخ تربط بأجنحتها، تمنحها زخما كافيا لتمكينها من الارتفاع مسافة 40 ألف قدم في الهواء، ثم تنفصل عنها، فيما يبدأ جهاز الكومبيوتر الموجود في الطائرة بتشغيل المحرك النفاث الذي يزيد سرعة الطائرة إلى 24 ماخ.
وفي مقدمة الطائرة توجد فتحة تقوم بتوجيه الهواء بطريقة تقلل من درجة حرارة سطح الطائرة، ومن الضجة التي تصدر عادة عند اختراق حاجز الصوت.
قال بومباردييه إن في الإمكان أيضًا تزويد حواف الأجنحة بفتحات تساعد على تحرك الهواء، وهو ما يؤدي إلى تقليل درجة الحرارة على السطح الخارجي للطائرة. ويقول المصمم إن أصعب جزء من بناء الطائرة يتعلق بالمحرك النفاث، وهو ما تقوم وكالة الفضاء الأميركية ناسا بمحاولة إنتاجه حاليًا. هناك نقطة أخرى، وهي كيفية حماية المسافرين من التأثر بانعدام الجاذبية داخل طائرة تسير بمثل هذه السرعة، وهو ما قد يؤثر على الركاب.
ويقول المصمم أيضًا إن كلفة إنتاج أنتيبود ستكون أقل من كلفة إنتاج طائرة سكريمر السابقة، لأنها أصغر، وتستخدم تكنولوجيا متوافرة، ولكنها ستكون أغلى من أي طائرة خاصة موجودة في السوق حاليا.