سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لماذا لم يرقص شباط مع بنكيران! حتى ورئيس الحكومة منشغل بالرقص مع الوزراء على إيقاع الدبكة، فإن الثورة لم تأت، وفشلت حركة 20 فبراير للمرة الألف في قلب النطام
I أحلى بنكيران. أحلى شباط. أحلى نبيل. أنا أيضا أحب هذه الرقصة، وأنا أيضا أحمل المنديل وألوح بيدي، بينما صاحب الطبل ينقر على طبله. أولا لأنها سهلة ولا تتطلب خبرة في الرقص، وثانيا للسعادة التي تمنحها. لقد ذكرتموني بالأيام الخوالي، حين كنت أنتظر هذه الوصلة على أحر من الجمر. ورقصني ياكدع طبل يا طبال فأنهض مثيرا ضحك الأصدقاء وأرقص حتى أدوخ لكن بنكيران صراحة يرقص أفضل من الجميع دون ويسكي يرقص على إيقاع الدبكة ودون زحمة في الباب ودون فيدورات يطردونه ودون أداء أي درهم يرقص كسكران شرب خمرة الروح. II ليست هذه أول مرة أرى فيها رئيس الحكومة يرقص فيها هذه الرقصة ببراعة. وفي أكثر من تجمع خطابي لحزب العدالة والتنمية، لم يتمالك بنكيران نفسه، ورقص على إيقاع الميجانا. ويظنونها في الحزب الإسلامي رقصة ملتزمة. يعتقدون أنها تشبه صليل الصوارم ولطيبتهم، يقومون قومة رجل واحد، وينتشون دون نساء ولا شيشة ولا مغن لبناني في عين الدياب ودون زرقاوات متطايرة في الهواء. و يدفع غيرهم الثمن الخيالي من أجل هذه الرقصة ويشربون في أماكن رخيصة، ليصلوا إلى هذه اللحظة الحاسمة وقد يقبض عليهم رجال الأمن وقد يتشاجرون على فتاة، تذهب في نهاية المطاف مع ثري خليجي أو تاجر حشيش بينما ينشط حزب العدالة والتنمية ويرقص بالمجان، رقصا حلالا، ولا يدخل إلى الملهى، ولا يدفعه الفيدور، ولا يفتش حقيبته، ولا يضطر أن إلى "يتناقش" في أداء ثمن القنينة الفارغة، ولا إلى البحث عن تاكسي في ساعات الصباح الأولى. III لقد حاول بنكيران جاهدا أن يُرقّص شباط. وشوش في أذنه أن تعال يا حميد لنرقص ونبدأ صفحة جديدة. قال له هذي يدي ممدودة إليك. تعال لنحارب التحكم ورددت القاعة: أحلى شباط في خاطر زعيم حزب الاستقلال صيك. لكن شباط رفض وبدا ثابتا متزنا حكيما وطنيا كعادته دائما جبلا لا تزعزعه الريح ولا الدبكة ولم يخضع لإغراء هذه الرقصة لم يقبل أن يرقص على إيقاع مشرقي يثير الشبهات وهو الذي حارب مقاهي الشيشة وهو الذي ناضل من أجل إغلاق الملاهي والحانات رفض أن ينجر إلى هذه الرقصة التي لا تثير فيه أي شيء ونفس الموقف اتخذه ادريس لشكر ولم ينساقا إلى فخ بنكيران وألح عليهما أن رقصة التانغو تحتاج إلى اثنين وأنه يحتاج إليهما وأنه من المستحيل أن يظل يرقص بشكل منفرد بينما الخجل كان باديا على شباط وعلى الاتحاديين وربما لو كان الإيقاع مغربيا لو كانت هناك موسيقى شعبية مغربية لاستجابا له وتحققت الكتلة التاريخية. IV في الوقت الذي كان يرقص فيه بنكيران ونبيل عبد الله على إيقاع الدبكة، كانت حركة 20 تجرب للمرة الألف القيام بالثورة أمام البرلمان. وككل مرة تفشل في تحقيق ذلك. حتى ورئيس الحكومة منشغل بالرقص لم تتحقق الثورة. وقد حضرت الشعارات وحضرت الجماهير وحضر الشرط الجماهيري المتمثل في الأساتذة المتدربين وحضر حزب النهج وحضرت جماعة العدل والإحسان وحضر أصحاب الكوفيات لكن الثورة لم تأت للأسف الشديد بنصف حكومة ترقص على إيقاع الدبكة والطبل وبوزراء ومسؤولين حكوميين وقيادات حزبية في المسرح لا تعرف ماذا يحدث في الخارج خانت الثورة من جديد حركة 20 فبراير رغم أنها هددت النظام وبحت حناجرها فقد تفرقت الحركة في انتظار قمع جديد وفي انتظار هدية جديدة يقدمها النظام الرجعي المخزني لشباب وكهول عاطلين عن النضال. حرام أيها الثورة حرام كل هذا الصدود من تظنين نفسك خيرة الشباب في المغرب يتغزلون فيك ولا تبالين بهم يحبونك وأنت تسخرين منهم وتجعلين منظرهم مضحكا أمام البرلمان ودائما يربطون معك موعدا فتتخلفين عن الموعد أيها الثورة يا مغرورة يا خائنة يا متعجرفة. V لا جدال أن بنكيران هو أفضل شخص يرقص في العدالة والتنمية. الآخرون يحاولون تقليده ويفشلون. تظهر حركاتهم متصنعة وخجولة، بينما رئيس الحكومة على سجيته، ويتمتع، ويضحك، وينساق إلى رغبات جسده. يقول له أرقص فيرقص. كأي مغربي يفعل ذلك. وتشعر به أنه غريب على حزبه. دخيل على العدالة والتنمية ويمغربه. قفشاته مغربية ودهاؤه مغربي وحيله مغربية وأخطاؤه مغربية. ويقول لهم تعلموا مني. ويسخر منهم ومن تمكنهم من اللغة الفرنسية ويكاد يجزم أنه يتقن هذه اللغة أفضل منهم جميعا ولنتخيل الريسوني يرقص مثل بنكيران ولنتخيل بسيمة حقاوي ولنتخيل المقرىء أبو زيد ولنتخيل الهلالي ولنتخيل وزير الاتصال هذا مستحيل ويقبلون منه هذه "الانحرافات" لأنه منهم ولأنه منقذهم هدية السماء لحزب متجهم وكئيب ولا يشبه المغاربة ويفكرون ماذا كنا سنفعل دون بنكيران ويتساءلون بمن سنعوضه من منا قادر على الرقص والقهقهة في وقت الشدة كما يفعل هو.