قصد «جيمي البيروتي» المغرب في العام 2006 هربا من حرب تموز (يوليو)، لفترة معينة إلى حين استقرار وضع بلده، إلا أن مقامه سيطول به بعد أن وقف على استقرار وأمان البلد، كما أنه وجد فرصة عمل كمدير فني مع عدد من الفنانين اللبنانيين المستقرين بالمغرب. قبل سنتين، قرر تأسيس فرقة فلكور لبناني أطلق عليها اسم «تراث» يتكون أعضاؤها من راقصات وراقصين مغاربة. - ما هي الصدفة التي قادتك من لبنان إلى المغرب؟ بعد اندلاع حرب تموز عام 2006، قصدت المغرب لفترة معينة، لكن مقامي سيطول بالبلد بعد أن لمست مدى استقراره، ومارست عملي الذي كنت أمارسه بلبنان، وهو مدير فني مع عدد من الفنانين اللبنانيين الذين اختاروا الاستقرار بالمغرب. - الحرب بلبنان هي التي قادتك للاستقرار بالمغرب، فمن الذي دفعك إلى تغيير عملك من مدير فني إلى تأسيس فرقة للدبكة؟ رغم عملي مديرا فنيا، والذي لازلت أمارسه إلى حد الآن، إلا أن «الدبكة» في دمي وأجيدها، فوالدي قبل أن يؤسس فرقة خاصة به، عمل مع «كيغام» اللبناني آرميني الأصل، أشهر راقص في فترة السبعينيات، ويعود إليه الفضل في إخراج «الدبكة» من ثوبها القديم وإلباسها حلة جديدة عبر فن تصميم الرقصات (الكوريغرافيا)، وكانت فرقته الأشهر وتقيم عروضا على أهم المسارح العربية، كما تعامل والدي أثناء حياة «كيغام» وبعد وفاته مع كبار الفنانين كوديع الصافي وصباح وغيرهما. بخصوص فكرة تأسيس فرقة ل»الدبكة»، فقد فوجئت بالإقبال الجماهيري الكبير من قبل الجمهور المغربي، الذي يحب كل ما هو لبناني ويتفاعل مع تراثه بشكل كبير، واستشرت مع عدد من الأصدقاء المغاربة بخصوص تأسيس فرقة فلقيت التشجيع من جانبهم، ونفذت الفكرة على أرض الواقع، ليكون ميلاد فرقة «تراث» عام 2012. - مصطلح «الدبكة» منتشر بشكل كبير، لكننا لا نعرف معناه، فما المقصود به؟ «الدبكة» هي رقصة شرقية جماعية معروفة، وهي جزء من التراث والفلكلور في بلاد الشام وتمتد إلى الأردن وتركيا، تمارس في الأعراس والمناسبات، ولا يكتمل الفرح إلا بوجود حلقات الدبكة. وتتكون فرقة الدبكة من عشرة راقصين «دبيكة»، نساء ورجالا، وعازف الشبابة والطبل أو المجوز. وأهم ما يميز الدبكة اللبنانية، على وجه العموم، هو استعمالها للآلات الموسيقية التقليدية مثل الناي والمزمار والطبل والرق والكاتم والمزهر وغيرها. هذا إلى جانب ضرورة اللجوء إلى استعمال اللباس التقليدي، الذي يساعد في أداء الرقصات التقليدية كما يمنح الراقصين أسلوبا تقليديا، من خلال ارتداء السروال والقميص والجاكيت المطرز بطرق تقليدية، مع وضع الكوفية أو الطربوش على الرأس. - ماذا عن توظيف الأغاني في هذا الفلكلور الشعبي؟ توظف رقصة «الدبكة» أغنيات وإيقاعات «الميجانا» و»الدلعونا» و»الروزانا» وغيرها من الإيقاعات التي تتماشى مع كل المناسبات، من أجل إضفاء نوع من البهجة والفرح على العروض وتوظيفها في أداء الرقصات المختلفة. - اخترت أعضاء فرقتك من شباب مغاربة، ما هي المقاييس التي اعتمدتها لضمهم إلى فرقتك؟ اعتمدت في تأسيس الفرقة على «رجاء الساخي»، وهي أستاذة رقص معروفة جدا بالدار البيضاء، وقمنا معا ب»كاستينغ» تقدم إليه حوالي 80 شابا وشابة، اخترنا منهم 10 أفراد، 5 فتيات و5 فتيان، أبانوا عن موهبة عالية في فن «الدبكة» وخضعوا لتدريبات مكثفة وكانوا جاهزين ليمثلوا فرقة «تراث»، كما جلبت تسجيلات موسيقية خاصة، سجلتها باستوديوهات متطورة ببيروت. - هل كانت انطلاقة الفرقة موفقة؟ أعلن عن أنفسنا نهاية دجنبر 2012 وحققت الفرقة نجاحا كبيرا، من خلال مشاركتنا في العديد من الحفلات، وخاصة الأعراس المغربية، وكنا مكملين للتقاليد المغربية العريقة. في العام 2014، عرفت الفرقة انضمام 8 أعضاء وأضفنا استعراضات وأشياء جديدة، منها أفكار مستوحاة من التراث اللبناني كاستعراض «الهودج الملاك ومراوح الريش» المستوحى من ألف ليلة وليلة. - هل صحيح أنك تلقيت عرضا للمشاركة في مهرجان موازين؟ «صار حكي» عن مهرجان موازين، لكن فضلت عدم المشاركة لأني «ماني جاهز» لحدث مثل مهرجان موازين بخشبته الضخمة، ولأن فرقتي «ما عتبت المسرح» أجلتها إلى إشعار آخر. عندما تكبر الفرقة أكثر بأعضاء جدد، سأشارك لأعطي للمهرجان ولجمهوره حقه في استعراضات على وقع الدبكة اللبنانية.