I معظم الذين حملوا بنكيران مسؤولية العنف الذي تعرض له الأساتذة المتدربون، هم أنفسهم أولئك الذين يتمنون في قرارة أنفسهم ألا يكون بنكيران مسؤولا عن أي شيء. ينتظرون وقوع الكارثة على أحر من الجمر ليهدوها لرئيس الحكومة، وقد جاءت، وها هم يبكون ويتضامنون وينددون، لكنهم لا يرغبون، حقيقة، في أن يكون مسؤولا. إنه مسؤول فقط عن الأسوأ، هذا ما يريدونه. الأسوأ يليق ببنكيران، وعندما يحدث، يخرجون من كل مكان، لينصبوا المشانق. لكن، من قال إن بنكيران بريء، أنا لم أقل هذا، لقد فعل هو وحزبه نفس الأمر مع الاتحاد الاشتراكي والتناوب. من يتذكر. نعم بنكيران مسؤول عما حدث. لكنه غير مسؤول، وكلنا نعرف حقيقة ذلك، ونغض الطرف. II ما وقع جريمة نكراء كما قال البطل الشجاع عبد العزيز أفتاتي، ولا يمكن لأي إنسان سوي أن يقبل كل هذا العنف المجاني. لكن السياسة لم تكن يوما مجالا لاستعراض المواقف والبطولة وإطلاق التصريحات، بل لإيجاد الحلول، ولاختبار الواقع والممكن، بينما أفتاتي لا يعنيه أي شيء من هذا. إنه مكتف بالمجد والبطولة والرد على مكالمات الصحفيين. والجميل في أفتاتي أنه مع كل المتظاهرين وكل المحتجين، ولو منحوه سلطة القرار لشغل كل الأساتذة المتدربين، ووفر الوظائف لكل العاطلين، ولأغنى الفقراء. الجنة هي عبد العزيز أفتاتي. يريدها ولا يسأل كيف يمكن الوصول إليها. هي موجودة، وأفتاتي له المال الكافي والمناصب، ليوظف الجميع. امنحوه الدولة والخزينة وسترون ولا تنسوا أن تصفقوا للبطل صفقوا للرجل الشجاع في العدالة والتنمية. III نريد رجل أمن من السويد، وأستاذا مغربيا. نريد بوليسا وقوات تدخل يشبهون زملاءهم في سويسرا والنرويج، بينما لا أحد منا يطالب بمواطن من هذه البلدان. هذا لا يستقيم أبدا. لأننا من نفس العجينة، ورجل الأمن هو الأخ الشقيق للأستاذ. إنه توأمه. نحن جميعا متخلفون، وجميعنا نخرق القانون، ونستعمل الشطط في استعمال القوة والشطط في المواطنة. أنا لا أبرر. لكنها ليست أول مرة. وكلنا نعتدي يوميا على المغرب. دولة وسلطة وحكومة وشعبا نشبه بعضنا البعض ونعتدي على المغرب. والذي يفضحنا غالبا هي السلطة لا صبر لها علينا وتعبر عن مكنون هويتنا وثقافتنا فتضربنا بالهراوات حتى يسيل دمنا وتتكسر عظامنا. IV أنا لا أحمل بنكيران مسؤولية ما وقع، وعلي أن أكون ساذجا أو متحاملا ومغرضا حتى أؤدي هذا الدور. لكنه ملزم على الأقل بأن يغضب. أن يقرع على الأقل وزير الداخلية ووزيره في العدل. أن لا يجعلنا نفهم أن حرصه على اللغة العربية من منطلق إيديولوجي يفوق حرصه على سلامة المواطنين والاعتداء عليهم من طرف قوات الأمن. أن لا يجعلنا نعتقد أن بقاءه في الحكومة أهم من حفظ حياة الناس. نريد منه كلمة احتجاجا إشارة بالأصبع أي شيء غير تلك القهقهة التي كانت تضحكنا في الماضي أما الآن فهي مستفزة لنا وللضحايا ولدمهم. V الصور ليست بريئة ولا الكلمات. لم يحمل أحد في الفيسبوك المسؤولية لوزارة الداخلية ولا لمسؤولي الأمن. حصل إجماع على بنكيران وعلى حزب العدالة والتنمية صور رئيس الحكومة في كل مكان ولم نر وزير الداخلية لم نر مسؤولي الأمن وحتى الأساتذة كانوا متفقين كأننا نعيش في السويد كأننا لا نعرف خروب بلادنا والمضحك المبكي أن البام هو أيضا يحمل بنكيران كل المسؤولية وتتبعه أحزاب المعارضة وهذا يجعلني أشك أنهم يتضامنون مع الأساتذة بل هناك تضامن واسع من أجل القبض على بنكيران في استغلال بشع لدم الأساتذة المتدربين. VI لم يكن حزب العدالة والتنمية يوما ضد القمع وضد سنوات الرصاص. لم يكن ضد ادريس البصري كان دائما ضد اليسار وضد العلمانيين وضد الحداثة وضد النخبة المتنورة كان يريد دولة محافظة ومنغلقة دولة لا تعترف بشرعة حقوق الإنسان وكونيتها كان يريد حلفا مقدسا مع النظام ضد كل من يمدح الحرية والحداثة والديمقراطية فلا تلوموه اليوم لا تطلبوا منه شيئا لم يدع إليه العدالة والتنمية بريء مما وقع وليس مسؤولا.