انتقد الدولي الألماني السابق لوتار ماتيوس أداء الدولي المغربي المهدي بنعطية في بايرن ميونيخ. واعتبر ماتيوس أن بنعطية فعلا مدافع قوي، لكنه يفتقد للسرعة والإمكانيات التقنية التي تتلائم مع خطة بيب غوارديولا في بايرن ميونيخ.
ولا تزال هزيمة بايرن ميونيخ الألماني، الأسبوع الماضي، أمام مونشنغلادباخ بثلاثة أهداف لواحد تلقي بظلالها على المشهد الرياضي في ألمانيا. فهذه الهزيمة كانت الأولى للعملاق البافاري هذا الموسم في البوندسليغا وأظهرت على أن بايرن ميونيخ الذي صمد حتى المرحلة 15 من الدوري الألماني بدون هزيمة، يمكن قهره أيضا.
وبغض النظر عن الهزيمة، التي تبقى دائما واردة في كرة القدم مهما كانت قيمة الفريق، فإن الطريقة التي تم تسجيل بها الأهداف على بايرن ميونيخ في تلك المباراة أعادت الحديث عن مدى القوة الحقيقة لخط دفاع المدرب غوارديولا.
فهذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها دفاع البافاري ثلاثة أهداف في أقل من 15 دقيقة. ففي الموسم الماضي وبالتحديد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سجل برشلونة أيضا ثلاثة أهداف في شباك مانويل نوير خلال 17 دقيقة فقط، وفي الدور ذاته من الموسم قبل السابق، اهتزت مرمى بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد أيضا ثلاث مرات في 18 دقيقة.
بايرن يحتاج إلى بواتينغ إضافي
يرى عميد اللاعبين الألمان لوتار ماتيوس في عموده الأسبوعي في صحيفة بيلد شبورت الألمانية، أنه بمجرد تسجيل هدف على بايرن ميونيخ، فإن الخوف وفقدان الثقة يتسربان إلى أذهان لاعبيه، وذلك راجع إلى كونهم تعودوا على السيطرة على الخصم. وهو ما يوقعهم في التسرع والنرفزة ويجعلهم يغامرون باللعب الهجومي دون المحافظة على تحصين الدفاع. وإذا كان الفريق الخصم يمتلك لاعبين سريعين وبمهارات جيدة، فيمكنه عندئد، في رأي ماتيوس، إضافة هدف ثاني أو ثالت أيضا. ويضيف الدولي الألماني السابق والمحلل الرياضي الحالي، أن بايرن ميونيخ لا يعرف سوى الهجوم، أو بتعبير آخر "غوارديولا لا يحسن الدفاع".
نقطة ضعف أخرى يراها ماتيوس في فريق بايرن ميونيخ وهي افتقاده لمدافع ثان بقيمة جيروم بواتينغ. ويقول بهذا الخصوص "الفريق يحتاج منذ مدة لبواتينغ ثان".
وحتى قبل بيع المدافع دانتي لفريق فولفسبورغ لم تكن أمام المدرب غوارديولا الكثير من الخيارات في خط الدفاع. فالدولي هولغر باتشتوبر عانى كثيرا من الإصابة في الأعوام الماضية، كما أن خافيير مارتينيز الذي يملك الكثير من المقومات لشغل مركز مدافع أوسط غيبته الإصابة لفترة طويلة، ليبقى الخيار الوحيد أمام إدارة بايرن ميونيخ هو استقدام المغربي المهدي بنعطية من روما الإيطالي.
ماتيوس ينتقد أداء بنعطية
بيد أن لوتار ماتيوس يرى بأن بنعطية ليس بالمستوى الكبير الذي يسمح له بتقديم الإضافة لفريق من حجم بايرن ميونيخ. ويوضح ذلك بالقول "بنعطية قوي في الضربات الرأسية وصلب في المواجهات الثنائية، لكن بالنظر للأسلوب الذي ينهجه غوارديولا، فإنه تنقصه الكثير من التقنيات ويظهر عليه الجمود في الكثير من المواقف". ويلخص ماتيوس رأيه في الدولي المغربي بالقول "بنعطية ليس هو المدافع الأوسط السريع الذي يحتاجه بايرن ميونيخ لتطبيق فلسفة غوارديولا عل أرضية الملعب"، مضيفا أن مبلغ 28 ميلون الذي دفعته إدارة بايرن لروما من أجل بنعطية كان كثيرا مقارنة مع مستوى اللاعب.
وعانى بنعطية منذ التحاقه بالقلعة البافارية من كثرة الإصابات، حيث احتاج في البداية لأسابيع حتى يرفع من لياقته البدنية وبعد أن نجح في ذلك وبدأ غوارديولا يعتمد عليه أساسيا في معظم المباريات تعرض، ابن ال28 عاما لإصابة أبعدته عن الملاعب لمدة ليست بالقصيرة.
وفي هذا الموسم لم يشارك الدولي المغربي سوى في ست مباريات في "البوندسليغا" ومباراتين في مسابقة دوري أبطال أوروبا ضمن خلالها البايرن العبور إلى دور ثمن النهائي.
اتفاق بين زامر وحجي حول بنعطية ولتفادي التعرض لكثرة الإصابات مستقبلا، توصل ماتياس زامر، المدير الرياضي لفريق بايرن ميونيخ، إلى اتفاق مع مصطفى حجي مساعد مدرب المنتخب الوطني، يقضي بتقليص عدد المباريات الدولية لبنعطية مع المنتخب الوطني. وحسب صحيفة كيكر الألمانية، فإن ماتياس زامر طلب من حجي عدم توجيه الدعوة إلى بنعطية في المباريات الودية، واستدعاءه فقط في المباريات الرسمية، وذلك حتى لا تعاوده لعنة الإصابات مجددا.
وقال زامر لحساب الصحيفة ذاتها، إن الفريق البافاري سيعمل دائما على توفير كل سبل الراحة لبنعطية، مؤكدا أن الأخير يعبر دائما عن فخره واعتزازه باللعب في صفوف المنتخب الوطني وارتداء شارة كابتن الفريق.
وقد يكون الموسم الحالي حاسما في مسيرة بنعطية مع بايرن ميونيخ، فهو أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يتألق ويؤكد أحقيته بحمل قميص البايرن على عكس ما يرى منتقديه، وإلا فإنه قد يفقد سريعا الثقة الكبيرة التي منحه إياها غوارديولا، ويصبح بالتالي خارج حسابات العملاق البافاري.