وما حدث لتلك الطالبة في وجدة ومحاكمتها جماهيريا من طرف فصيل طلابي هو جريمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
لا يجب أن يتهم تيار تيارا آخر
إنهم يتشابهون
وجرائمهم تتشابه
ويشبه النهج القاعدي طلبة العدل والإحسان
لا فرق بالمرة
ليست طالبة وجدة هي أول ضحية ضحايا فصائل الطلبة بالجملة منذ أن انتشر وباؤهم في الجامعة المغربية وهم يحاكمون الأقل والأضعف
وقد وصل بهم التطرف حد القتل لقد قتلوا بعضهم البعض بدم بارد ولم يقدموا شيئا يذكر للطلبة
لم يحققوا أي مكسب. اليساريون منهم مازالوا يعيشون في القرن الماضي وفي عالم انتهى
والإسلاميون نصفهم يتبع مرشدا مات ومازال يحقق المعجزات وروحه تحلق فوقهم والنصف الآخر يعيش مع الثعبان الأقرع يعتقدون أن مجرد النجاح في الباكالوريا يخول لهم تجاوز الدولة والقانون
يتنقدون النظام وهم أبشع منه عميان لا يرون العالم ولا يسمعون ما يحدث حولهم
يكرهون الحب ويكرهون الموسيقى
ويكرهون السينما ويكرهون الضحك متجهمون دائما وكلما ضحك طالب حاكموه
وكلما رأوا قبلة أو عناقا اجتمعوا في حلقية وأصدروا حكمهم
في تسعينيات القرن الماضي رأيت اليسار يحاكم شخصا في الحي الجامعي مولاي اسماعيل بالرباط لأنهم وجدوا في جيبه عازلا طبيا
العازل الطبي عند فصائل اليسار الراديكالي التقدمي كان دليل جريمة وكان الحكم وهلل الجميع أرغموه أن يمشي على أربع من الساحة إلى باب الخروج والجماهير الطلابية عن بكرة أبيها تبصق عليه حكم عليه اليسار التقدمي الجذري أن يصبح حيوانا وجريمته هو العازل الطبي لا حاجة عند هؤلاء الطلبة إلى الدولة لا حاجة لهم إلى القانون
لهم دولتهم الخاصة ومحكمتهم ودون خجل يتحدثون عن النظام والفساد
يأتون بأسوأ المغنين وأسوأ الكتب إلى الحرم الجامعي الفكر والثقافة والأدب توقف عند مهدي عامل وحسين مروة وأحمد مطر
وعند أهوال القبور وكتب الشيخ
يرفضون الرقص يرفضون أن تعيش الآن وهنا حب الحياة ومواكبة العصر يعتبر لديهم شبهة تستدعي التحقيق
والزمن متوقف عندهم وجامد
عدوانيون ويخططون للثورة التي ستخرج من مقصف الكلية أغلبهم يتحدث عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية وعن الأخلاق والقيم ويكفي أن يشعروا بالقوة حتى يحاكموك
يكفي أن تكون أقلية حتى يعتبروك ظلاميا أو ملحدا يتحاورون بالسيوف والحجر وكلما شاهدوا طالبا أو طالبة مقبلين على الحياة تحالفوا في ما بينهم