انتخِب أحمد الريسوني، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، نائبا لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوم السبت الماضي خلال اجتماع مجلس أمناء الاتحاد في دورته الثالثة في العاصمة القطرية الدوحة، وهو الاتحاد والذي يرأسه يوسف القرضاوي. انتخاب الريسوني جاء لشغل المقعد الذي بقي شاغرا، بعد استقالة العالم الموريتاني أحمد بن بية. وبذلك يكون مغربي قد حصل على هذا المنصب داخل هيئة علمية كبرى. لكن ما المطلوب من هذه الاتحاد العالمي لعلماء المسليمن؟ المطلوب هو أن يعمل على تغيير تلك الصورة السلبية التي التصقت به منذ سنوات، والمرتبطة بتحرك هذه الهيئة كناطق رسمي باسم دولة ضد دول بعينها، بل إن علماء هذا الاتحاد، والشيخ القرضاوي تحديدا، كانوا في كثير من المحطات والمناسبات يتحرّكون كفاعلين سياسيين، لكنهم يغلفون هذه التحرّكات السياسية بلبوس دينية. الاتحاد أثار الكثير من الانقسامات داخله، والسبب هو أن هؤلاء العلماء حشروا أنفسهم في الخلافات السياسية بين الدول العربية، خاصة في منطق الخليج، ما دفع نائب الرئيس السابق الشيخ أحمد بن بية إلى تقديم استقالته كنوع من الاحتجاج على خلط السياسة بالدين داخل الاتحاد. إن المطلوب من الاتحاد عو أن يكون هيئة تجمع ولا تفرّق، ومطلوب منه أن يكون فوق المذاهب المختلفة والسياسات الخاصة بكل دولة عربية أو إسلامية. باختصار، المطلوب من اتحاد العلماء هو أن يتحرك بخطاب يدعو إلى المصالحة، لا بخطاب صدامي يفرّق الشعوب والدول، حتى يستحق أن يحمل اسم "اتحاد علماء المسلمين".