سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش محرقة غزة / وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في زيارة لبعض الحكام العرب والمسلمين بالشرق الأوسط تحمس للمبادرة في قطر وسوريا وتركيا .. وفتور في السعودية وإعراض عنها في مصر
قام وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السبت بجولة عربية تشمل كلا من قطر والسعودية والأردن وسوريا وتركيا ل"حث قادتها وزعمائها على ممارسة ضغوطهم وتكثيف حملتهم بكل الوسائل المتاحة" لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإدخال المعونات الإنسانية إليه".وقال رئيس الوفد ورئيس الاتحاد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في بداية جولته إن "الناس في كل أنحاء الأمة الإسلامية اتجهوا إلى العلماء وإلى دورهم في هذه المحنة التي تمر بها فلسطين". وجوابا على سؤال للجزيرة نت حول مدى تفاؤل العلماء بنتائج هذه الجولة ومدى توقعهم تجاوبا من الحكام العرب، قال القرضاوي "نحن نؤمن بأن هذه الأمة حية وفيها طاقات هائلة بإمكانها أن تفعل الكثير".وأضاف أن الحكام العرب "ليسوا كلهم متخاذلين، وكثير منهم متحمسون ولهم مواقف جيدة، وبعضهم ننكر عليهم مواقفهم لكننا نأمل فيهم أن يتوبوا إلى ربهم وأن نجد عندهم لحظة من لحظات الصفاء الإنساني يرجعون فيها إلى ضمائرهم، وإن لم يستجيبوا لنا فحسبنا أننا أدينا الرسالة وبلغنا الأمانة".تحذير من الاحتقانوأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان أصدره بالمناسبة، أن وفده سيحث قادة الدول التي سيزورها على "ممارسة ضغوطهم وتكثيف حملتهم بكل الوسائل المتاحة عبر ما يمتلكون من رصيد العلاقات الدولية والملفات الحية لإيقاف العدوان"، وأنه سيطالب بعقد قمة عربية عاجلة وأخرى إسلامية "لمواجهة خطورة الوضع"، واتخاذ "موقف موحد وفعال وقرارات عملية تتجاوز حالة الشجب والإدانة".وأضاف البيان أن الوفد –الذي يضم في عضويته علماء من عدة دول بينها السعودية واليمن والأردن وقطر وإندونيسيا والمغرب والسودان ومصر والكويت- سيطالب الحكام العرب والمسلمين بقطع جميع أشكال العلاقة مع إسرائيل، و"دعم صمود المقاومة الباسلة بكل أطيافها والمحافظة عليها"، و"بالتحرك السريع لإيصال المساعدات العاجلة من الغذاء والدواء والوقود وسائر متطلبات الحياة".وأوضح البيان أن وفد الاتحاد سيحذر الحكام أيضا من "تداعيات الاحتقان والإحباط لدى الشارع العربي والإسلامي إذا لم تبادر القيادات لاتخاذ موقف شريف يحافظ على كرامة الأمة"، وسيحثهم على "تصفية خلافاتهم وتوحيد صفوفهم" ليهيئوا "مناخا مواتيا لتوحيد الموقف الفلسطيني".وضم وفد اتحاد العلماء كلا من الدكتور علي القره داغي أستاذ ورئيس قسم الفقه في جامعة قطر ، والرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، والدكتور نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر الأسبق، والدكتور عبد الله عمر نصيف الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي بالسعودية. كما ضم الدكتور أحمد الريسوني الخبير المغربي في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمفكر الإسلامي السعودي الدكتور سلمان بن فهد العودة، والدكتور عبد الوهاب الدليمي وكيل جامعة الإيمان باليمن، والمفكر الإسلامي عصام البشير من السودان، والدكتور إسحاق الفرحان وزير التربية والأوقاف الأردني الأسبق، والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، والدكتور نور وحيد هدايت رئيس مجلس الشورى الإندونيسي.وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التقى صباح السبت قبل انعقاد المؤتمر الشيخ القرضاوي والوفد المرافق له، و"بارك" مسعاه، هذا بحسب تصريحات الدكتور القرضاوي، وأعلن الشيخ حمد خلال اللقاء عن تخصيص طائرة أميرية لتسهيل انتقالات الوفد في البلدان التي سوف يزورها.فتور سعودي تجاه المبادرة حسب جريدة " القدس العربي" وبخ العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بصورة غير مباشرة وفد العلماء المسلمين الذي التقاه مؤخرا ، كما اتهم الملك عبدالله ضمنيا اعضاء هذا الوفد بانهم يفتقرون للرؤية الواضحة ويبالغون بدون مبرر في مجاملة حركة حماس وقادتها الذين اعتبرهم بصراحة امام العلماء "غير جديرين بالثقة وغير مؤهلين لحمل الامانة والتصرف بمسؤولية" كما قال.ولقد فوجىء أعضاء وفد العلماء بتقييمات نقدية وعبارات حادة جدا قالها العاهل السعودي وهو يستقبلهم على هامش جولتهم الحالية بين دول المنطقة، وقالت مصادر داخل وفد العلماء ل"القدس العربي" ان أعضاء الوفد وخلال استقبالهم لأكثر من ساعة ونصف في قصر العاهل السعودي تبادلوا النظرات اكثر من مرة فيما بينهم وشعروا بالحيرة والارتباك وهم يستمعون لوجهات نظر حادة من القيادة السعودية.وابلغ هؤلاء نظراء لهم في الاردن بأنهم شعروا بالارتباك لان العاهل السعودي ركز في الاجتماع بهم على المضمون السياسي لموقف بلاده وخاطبهم بلغة سياسية حادة موجها اللوم لكل من "يتجاوز على الحقائق والوقائع بما في ذلك مؤسسات ودول عربية واسلامية" لم يحددها.وشرح العلماء المسلمين لاصدقائهم في الاردن بعدما زاروا السعودية الثلاثاء بعض انطباعاتهم عن جولتهم الاخيرة، وفي جلسات جانبية عبر رئيس الوفد الشيخ يوسف القرضاوي عن امتعاضه الشديد ليس فقط لان اللقاء مع العاهل السعودي كان فاشلا تماما كما قال، ولكن لان اللغة التي استخدمها السعوديون كانت سياسية تماما وفي بعض الأحيان اتهامية.ونقلت شخصية دينية اردنية عن القرضاوي قوله بان الزيارة لم تكن سياسية ولم يكن الهدف من الجولة برمتها إجراء مناقشات سياسية او تقييم حركة حماس. وقال القرضاوي انه شعر باستغراب شديد لان مسار النقاش مع العاهل السعودي انحرف نحو الاتجاه السياسي رغم ان هدف اللقاء والوفد لم يكن سياسيا بل انسانيا وشرعيا ولا علاقة له من قريب او بعيد بالمواقف السياسية لاي دولة عربية.وحسب القرضاوي ومشاركين من اليمن والسودان والاردن في وفد العلماء كان اللقاء مع ملك السعودية صعبا للغاية وحادا وباردا في نفس الوقت ولم ينته باي نتائج ملموسة، خلافا لاظهار الاستعداد لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة ماليا وطبيا وهو امر اعتبره القرضاوي وغيره من العلماء اخر اهتماماتهم في اجندة الزيارة.وعلم في السياق ان العاهل السعودي لم يكتف خلال اللقاء بتوبيخ قادة حماس وتوجيه اللوم لهم واعتبارهم جزء من المسؤولية عما يحصل، بل انتقد ايضا من لا يقول الحقيقة على حد تعبيره سواء كان حكومة او فردا.ووجه اللوم ضمنيا لاتحاد علماء المسلمين لانه يساهم في تثوير الشارع دون مراعاة لنتائج ذلك وللخلل الذي يحدثه.وفي مضامين كلامه رفض العاهل السعودي امام العلماء المزاودة على موقف بلاده واشار لمحاولات استعراض من قبل البعض في المنطقة، منتقدا محاولات توجيه الشارع العربي نحو الاساءة لمصر ودورها، كما اشار لبعض الحكومات العربية التي تزاود على بلاده ولبعض التاثيرات الاعلامية التي تلجأ للتثوير والاستعراض بدون فائدة، وفهم الحضور من العلماء بان القيادة السعودية هنا تغمز من قناة سورية وقطر.واربكت هذه الاجواء الحادة على لسان العاهل السعودي نخبة العلماء الذين يقومون بالجولة وابلغت في عمان شخصيات اردنية بان الوقوف في المحطة السعودية بالنسبة للعلماء كان فاشلا وسيئا للغاية من حيث النتيجة، فقد رفض العاهل السعودي تماما تقديم اي مساندة من اي نوع لحركة حماس في قطاع غزة ملمحا لان بلاده لن تدعم خيارات يستفيد منها قادة حماس الذين انتقدهم العاهل السعودي صراحة وهو يتهمهم بممارسة الخداع والتراجع عن التزامات كانوا قد تعهدوا بها في اتفاقيات سابقة مع بلاده وغيرها.وتنبه العلماء مبكرا لسعي الملك عبد الله بن عبد العزيز لانتقاد حركة حماس وقادتها فلجأوا للتعبير عن ضرورة بلورة موقف تضامني مع الشعب الفلسطيني مطالبين السعودية باستخدام ثقلها لوقف العدوان، لكن الملك السعودي هنا ايضا عاد وتحدث عن عدم وجود استعداد في بلاده لتقديم المساعدة لمن لا يقدرون الالتزامات في حركة حماس، مشيرا لان السعودية مستعدة لتقديم كل ما يلزم للشعب الفلسطيني مشترطا بان لا تستفيد حماس من ذلك.وبهذا المعنى خرج أعضاء وفد اتحاد العلماء بانطباعات سلبية جدا ومحبطة عن وقفتهم في السعودية فيما ابلغوا مسبقا بان زيارتهم لها علاقة بجهد العلماء لتثقيف المسلمين بمخاطر الفرقة وضرورة حماية الشعب الفلسطيني وهي زيارة لا علاقة لها باي نقاشات ذات مضمون سياسي.ترحيب من سوريا والأردنوبنفس الوقت تحدث الضيوف العرب من العلماء لاوساط أردنية عن عدم الخروج باي جديد بعد زيارة سورية حيث استمعوا من مسؤولين سوريين والقيادة السورية لنفس الخطاب المالوف في الاعلام السوري، كما ان اعضاء الوفد فوجئوا في الوقت نفسه بترتيب لقاءات لهم مع مسؤولي التنظيمات الفلسطينية في الساحة السورية وهي لقاءات لم يطلبها اصلا وفد العلماء الذي حرص على التواصل فقط مع قادة حماس وبدون اجندة سياسية لان مهمتهم بالاصل تنويرية وتعبوية وتثقيفية كما قال القرضاوي وهو يشيد باللقاء الذي حصل الثلاثاء في عمان مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي استمع لساعتين لما يقوله العلماء دون مناقشات سياسية معهم واعرب عن استعداده لدعم اي جهود لهم مصر ترفض استقبال وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينوحسب " الجزيرة نت " فقد صرح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بأن مصر قد اعتذرت عن استقبال وفد الاتحاد ومقابلة الرئيس المصري محمد حسني مبارك معتبرة أن "الظروف غير مناسبة" لمثل هذه الزيارة. زيارات ستتلوها مبادرات أخرىوأضاف القرضاوي أن الاتحاد سينظم قريبا في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمرا للعلماء من كل أنحاء العالم لمناقشة القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما أشار إلى أن هذه الجولة لن تكون الأخيرة بل ستتلوها جولات وزيارات أخرى في المستقبل.وطالب الوفد -حسب القرضاوي- الرؤساء والملوك الذين التقاهم بالتوسط لدى النظام المصري والضغط عليه من أجل فتح معبر رفح والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، الذين يعانون من حصار خانق منذ ما يقارب سنتين ومن العدوان العسكري الإسرائيلي .وأكد الوفد للقادة الذين استقبلوه أن "خيار المقاومة في فلسطين لا بد أن يستمر وأن يلقى الدعم الكافي وأن يتم التصدي للمحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية".وقال القرضاوي إن الرؤساء والملوك الذين استقبلوا الوفد "معظمهم تجاوبوا مع مطالبه وتفهموها، وبعضهم متحمسون لعقد قمة عربية، وآخرون يائسون مما يمكن أن تسفر عنه هذه القمة، وبعضهم يؤكد ضرورة توحد الفلسطينيين أولا".وقد دعا وفد علماء المسلمين من التقاهم من القادة إلى التحرك لوقف العدوان على غزة وانسحاب قوات الاحتلال منها، وكذا العمل على رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر المؤدية إليه.مبادرة العلماء : فتور في السعودية وإعراض في مصر