من المنتظر أن يكون الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، ضمن وفد إسلامي عالمي يضم كبار العلماء والشخصيات ليقوم بجولة في عدد من الدول العربية المؤثرة، للتفاهم مع زعمائها حول كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ يوم السبت 27 دجنبر 2008. جاء ذلك في بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي أدان فيه ما أسماه ب«المجزرة الدامية، التي ارتكبها ويرتكبها العدو الإسرائيلي في حق أهالي قطاع غزة»، والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 400 شهيد وآلاف الجرحى. وجاء في بيان الاتحاد، الذي يرأسه العلامة يوسف القرضاوي، أن هذا الأخير ينوي «تشكيل وفد إسلامي عالمي يضم علماء وشخصيات لها وزنها واعتبارها في مجتمعاتها، يطوف بعدد من الدول العربية المؤثرة، ليلتقي بقادتها ورؤساءها، للتفاهم معهم حول مواجهة الموقف بما يستحقه من روح إيجابية، وتضامن حقيقي، وحرص على وحدة الصف، وتراص الجبهة أمام العدوان الشرس». ومن المتوقع أن يضم الوفد، بالإضافة إلى الدكتور الريسوني، عددا من العلماء العرب والمسلمين من أبرزهم عبد الله نصيف ومحمد عمر الزبير وسلمان العودة من السعودية والرئيس سوار الذهب وعصام البشير من السودان، ونصر فريد واصل من مصر، وعبد الوهاب الديلمي من اليمن، وخالد المذكور من الكويت، وإسحاق الفرحان من الأردن، وهداية نور وحيد من إندونيسيا والقاضي حسين أحمد من باكستان. وشدد بيان الاتحاد على دور الحكومات، محذرا إياها من أنه «لا يجوز لأي حكومة تحت أي مبرر من المبررات: أن تقف متفرجة على ما يجري، ناهيك أن تسد بابا من أبواب الرحمة في وجوه إخوانهم في غزة، وخصوصا المعابر، التي هي شرايين الحياة لإخواننا في غزة، ولاسيما معبر رفح، الذي تملك مصر فتحه وإغلاقه، ومعنى إغلاقه في هذا الوقت: وضع الحبل في رقبة أهل غزة لخنقهم أو شنقهم، وهذا ما لا تجيزه عروبة ولا إسلام ولا مسيحية». وطالب البيان قادة الأمة العربية والإسلامية بالوقوف في صف واحد في وجه إسرائيل ومخاطبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن والمجتمع الغربي، لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة. ودعا كل من له علاقة بإسرائيل إلى أن يقطعها، ما لم تتوقف آلة حربها الإجرامية ضد أهل غزة، معتبرا أن صمت بعض الحكومات في هذا الموقف لا يفسَّر إلا بأنه خيانة للأمة، ومشاركة في الجريمة. كما دعا الاتحاد إلى إحياء المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية، مؤكدا أن « هذا سلاح له أثره، وكل درهم أو دينار يربحه هؤلاء يتحول إلى رصاصة في صدور إخواننا».