قدمت القناة الثالثة الإسبانية بعد زوال أول أمس الأحد، روبورتاجا مفصلا عن ظاهرة تهريب السلع والبضائع من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، حيث أشارت إلى تسجيل ارتفاع كبير في عدد المغاربة العاملين في هذا القطاع. وأرجع الربورتاج هذا الضغط المتزايد إلى التدابير الصارمة الأخيرة للجزائر في تشديد مراقبة حدودها مع المغرب و محاربة عمليات التهريب بين البلدين مما خلف بطالة كبيرة بين ممتهني التهريب شرق المملكة، الأمر الذي دفعهم إلى تغيير الوجهة والتحول نحو سبتة ومليلية للعمل بالتهريب هناك بعد الحصول على بطائق إقامة جديدة معدة في تطوان والناظور تسمح لهم بدخول المدينتين المحتلتين بدون تأشيرة.
وبالأرقام، كشف الروبورتاج أن عدد "الحمالة" في الأشهر الأخيرة ارتفع بنسبة 25% ليصل عددهم التقريبي إلى 25000 بعد أن كان 20000 ألفا فقط قبل ثلاثة أشهر كما أكد أحد عناصر الحرس الحدودي في مليلية والذي أضاف قائلا : " في السابق كنا نسمعهم (الحمالة) يتكلمون غالبا باللهجة الريفية، أما حاليا فكثير منهم يتحدث العربية" في إشارة إلى قدوم يد عاملة جديدة غريبة عن المنطقة.
وأظهر الروبورتاج، كذلك، الحجم الكبير والمتزايد لهذا النشاط في المنطقة إذ تقدر القيمة الإجمالية للسلع المهربة من المدينتين سنويا بمليار وخمس مائة ألف يورو أي ما يوازي مجموع صادرات إسبانيا إلى أستراليا وضعف صادراتها إلى فنيزويلا.
الروبورتاج، ذكر أن التهريب هو المدخول الرئيسي لبلديتي سبتة ومليلية حيث، ويمثل أكثر من 70% من مجموع مداخيلهما. وأورد التقرير كذلك حقيقة أخرى هي كون تهريب السلع إلى المغرب كان وراء انتعاش عدة شركات إسبانية ومقاومتها للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد منذ سنوات، خصوصا شركات النسيج التي فتحت ثلاثة منها مصانع جديدة لها في المدينتين المحتلتين لتكون قريبة من الزبون المغربي..