مباراة أخرى ظهر فيها المنتخب المغربي عاجزا عن مجاراة خصومه الأفارقة، واكتفى بالتعادل أمام منتخب غيني مغمور جاء لأكادير ليقدم درسا للزاكي بادو و"الدراري متاوعو"، كما يقول. كان الغينيون، الذين يقوهم المدرب الفرنسي المحنك لويس فرنانديز، سباقين للتسجيل بهجمة مرتدة قادها لاعبان وتفوقا على خمسة مدافعين مغاربة فضلا عن الحارس.
وتأتي المباراة بعد ثلاثة أيام من الهزيمة التي تلقاها أسود الأطلس بنفس الملعب أمام منتخب الكوت ديفوار.
ومرة أخرى خرج الزاكي بتصريحاته الغريبة ليقول لنا إن المنتخب المغربي على الطريق الصحيح، ثم يطلب منا أن نصدقه فيما يقول.
منذ مجيء الزاكي والمنتخب لا يستقر على تشكيلة واحدة، وكان على الأقل أن يشكل عمودها الفقري مجموعة متجانسة، وفي كل مرة يحاول التجريب، ويستدعي "دري" أو أكثر لحمل القميص الوطني.
انهزم أمام أنغولا وروسيا والأوروغواي والكوت ديفوار، وكان يخرج بنفس القناعات ويطلق نفس التصريحات "الدراري متاوعي لعبوا مزيان لكن ما حالفناش الحظ"، ثم يضيف "صدقوني أننا على الطريق الصحيح".
والواقع أن الحظ حالفه حين سحبت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تنظيم كأس إفريقيا من المغرب، وأسندته لغينيا الاستوائية ليظل على رأس المنتخب براتب كبير وبشروط جد مريحة. في أول مباراة رسمية، في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم، فاز المغرب بشق الأنفس، وبهدف يتيم، على المنتخب الليبي الذي تهتز بلادهم على إيقاع حرب أهلية. وفي المباراة الثانية، وأمام فريق حصل بالكاد على شهادة الميلاد، هو ساوتومي، انتظر حتى الدقيقة ال33 لتسجيل الهدف الأول، ثم اكتفى بتسجيل هدفين آخرين فقط على منتخب يستقبل بملعب لا يختلف عن ملاعب الجامعات المغربية. وكان الرأس الأخضر قد اكتسح ساوتومي ب7 أهداف في المباراة الأولى عن نفس المجموعة. المباراة الثالثة ستجمع أسود الأطلس ضد منتخب الرأس الأخضر، الذي يمثل 500 ألف نسمة فقط، وهو منتخب يضم لاعبين قادرين على ترك قلوبهم على أرضية الملعب. إلى متى يمكن أن نستمر في تصديق الزاكي؟