الليبيون يحلمون بأول فوز على الأسود منذ نصف قرن ينهي المنتخب الوطني اليوم الجمعة، عطالة دامت 20 شهرا، عندما يخوض أول لقاء رسمي له أمام منتخب ليبيا على أرضية ملعب أكادير الكبير "أدرار" برسم الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2017 المقررة بالغابون. وتعطل المنتخب الوطني عن المنافسات الرسمية منذ السابع من شتنبر 2013 (20 شهرا)، وتحديدا بعدما واجه منتخب الكوت ديفوار (1-1) برسم الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 التي أقيمت بالبرازيل. واكتفى "أسود الأطلس" بعدها بلعب لقاءات ودية تحضيرا لكأس أمم إفريقيا 2015 التي كان مفروضا أن تقام بالمغرب، قبل أن يتم استبعاده من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بسبب تشبثه بطلب تأجيل الدورة الثلاثين إلى موعد آخر. وأعادت محكمة التحكيم الرياضية الدولية، أبريل الماضي، الحياة للكرة المغربية، بعدما ألغت العقوبات الرياضية القاضية بحرمان المنتخب الوطني من المشاركة بدورتي كأس أمم إفريقيا 2017 و20119، وخفضت الغرامة المالية إلى 50 ألف دولار. ولم يحالف بادو الزاكي الحظ في قيادة "أسود الأطلس" بدورة غينيا الاستوائية 2015 والبحث عن تكرار إنجاز دورة 2004 بتونس عندما بلغ النهائي وخسر اللقب لصالح البلد المضيف (1-2)، إذ اضطر للانتظار لأزيد من عام ليقود المنتخب رسميا لأول مرة. وقاد الزاكي في لقاءات في 2014 أمام منتخبات الموزامبيق (4-0) وأنغولا (0-2) وروسيا (0-2) وقطر (0-0) وليبيا (3-0) وإفريقيا الوسطى (4-0) وكينيا (3-0) والبنين (6-1) والزيمبابوي (2-1)، بينما لم يخض سوى مباراة واحدة في 2015 أمام الأوروغواي (0-1). ولن يكون أمام المنتخب الوطني خيار آخر سوى الفوز في الجولة الأولى إذا أراد حصد تأشيرة المرور إلى نهائيات الدورة الواحدة والثلاثين ل "الكان" عن المجموعة السادسة التي تضم أيضا منتخبي ساو تومي والرأس الأخضر، هذا الأخير يعد أبرز منافسي الأسود. وسيتعين على العناصر الوطنية استغلال وضعية المنتخب الليبي الذي يفتقد للتنافسية بسبب الظروف الغير مستقرة بليبيا، ما تسبب في فقدان لاعبيه للتنافسية نظرا لتوقف الدوري وعدم حصول الاتحاد المحلي على دعم مادي لصرف مكافآت اللاعبين. لكن الليبيين الملقبين ب "فرسان المتوسط"، سيخوضون اللقاء بغية تحقيق نتيجة إيجابية بغض النظر عن هذه الظروف، خاصة أن كتيبته الحالية هي التي حققت أفضل إنجاز في تاريخ الكرة الليبية بإحراز لقب كأس أمم إفريقيا للمحليين 2014 بجنوب إفريقيا. ولهذا، ستكون كتيبة الزاكي مطالبة بتوخي الحذر من مفاجآت الليبيين، لأنه الهزيمة أو التعادل ستمنح الأفضلية لمنتخب الرأس الأخضر الذي يخوض لقاء سهلا أمام ساوتومي، هذا الأخير سيكون خصم المنتخب الوطني في شتنبر المقبل، قبل أن تلاقي كتيبة الزاكي "القروش" في مارس 2016. ويحلم المنتخب الليبي الذي انهزم في شتنبر 2014 أمام "أسود الأطلس" بثلاثية نظيفة، بتحقيق أول فوز له على المنتخب الوطني منذ نصف قرن (مارس 1965)، عندما انتصروا وديا بهدف دون رد مقابل تلقيه هزيمتين وخمس تعادلات. وسبق للمنتخبين الوطني والليبي أن تواجها رسميا في مناسبة واحدة انتهت بالتعادل السلبي برسم دور المجموعات بكأس أمم إفريقيا 2006 بمصر، بينما يعود أشهر لقاء جمعهما إلى يوليوز 2012 عندما توج "أسود الأطلس" بكأس العرب بضربات الترجيح (3-1).