حدث كل هذا قبل أقل من مائة عام فقط عندما كان المغاربة حفاة عراة بالكاد تبدو عيونهم من أسفل غطاء رؤسهم الخالية من العشر. القمل والجراد، حشرات وزواحف قد لا نبالغ إن قلنا إن عددها كان يفوق عدد البشر، وكلها جنود مجندة للفتك بأرواح الناس العليلة. يتصارعون حول اللقمة، بل أقل يقتتلون في سبيل الحصول عليها فرادى وجماعات. دعك من كتابات الآسلاف التي تعود إلى مئات سنين خلت... كل ما سنوروده هنا يعود تاريخه إلى مائة عام فقط. ليس في الأمر أية مبالغة، إذ تقول الروايات الشفهية التي جمعها عدد من الطلبة الجامعيين، وضمنوها بحوثهم الدراسة في السنة الختامية من سلك الإجازة الجامعية، والتي كانت تؤرخ لمواضيع اجتماعية عديدة في أكثر من منطقة بالمغرب، إن المغاربة كانوا يعيشون "نكبات" حقيقية على جميع المستويات. الصحية منها والتعليمية والاجتماعية.
الجوع أيضاً كان رفيقا لأغلب المغاربة، وإذا يوما جاعوا أياما. حدث كثيراً، في أغلب مناطق المغرب النائي، أن قتل المغاربة بعضهم بعضاً من أجل كسرة خبز.. كسرة خبز فقط في القرى والمداشر، كما في المدن الكبيرة، عانى المغاربة ويلات كثيرة من الجوع، قبل الحماية الفرنسية وإبانها وحتى بعدها، مرت سنوات وفترات عجاف، أكلت فيها الفئران أقدام الناس، وعبث "القمل" في رؤوسهم وصال وجال حتى في "أشفار" عيونهم.
تفاصيل أكثر تجدونها في الملف الأسبوعي لجريدة "الأخبار" لعدد السبت/الأحد 24/23 نونبر 2013