داعش صناعة أمريكية..داعش صناعة إسرائيلية..هكذا يصيح بعض الظرفاء والمهووسون بنظرية المؤامرة ،وكأن تاريخنا وتراثنا خالٍ من أدلة على التطرف والغلو الدينين ،والقتل والغزو ومصادرة الحقوق والإستعباد ،بإسم الدين والله.تطرف تم التطبيع معه وتعميمه من خلال المساجد والإعلام إلى درجة أنه قد صار ثقافة وأسلوب حياة. إن التطرف الديني ليس معطا دخيلا على ثقافتنا ، بل هو ماركة مسجلة ،نتباهى بتصديرها إلى العالم.إن الدول العربية والإسلامية، تسهم في إنتاج هذا التطرف عن طريق الإعلام وبرامج التعليم ،التي تؤدي إلى خلق أجيال من المتطرفين والمهووسين بالقتل والتقتيل ،والمعادين للحرية والأخر،وكل الأفكار التي لاتسير في فلك مقداستهم والدوغما التي تشربوها منذ نعومة الأظافر. رغم التعديلات التي قامت بها بعض الدول العربية، بعيد احداث 11 شتنبر 2001،على مقرراتها الدراسية، وخاصة التربية الدينية، لاتزال هاته المقرارات تطفح بقراأت جامدة للنص الديني، تدعو الى تطبيق حدود عفا عنها الزمان واعتبار كراهية الأخر ،عصبا وركنا ركينا من الدين. إن أي ثورة ثقافية، لابد أن تمر عبر التعليم ومناهجه الدراسية، ومادامت هاته الأخيرة، تنهل من التراث المتكلس والقراء ات الظاهرية للنص الديني،فإن كل محاولات التنوير ومحاربة الفكر الظلامي والمتطرف ،ستنتهي بالفشل، فالشجرة الفاسدة، ينبغي اقتلاعها من جذورها، وعدم الإقتصار فقط على تشذيب أغصانها. إن إصلاح مقرراتنا التعليمة، وتنقيتها من الشوائب والسموم التي يتم حقنها في دماء أطفالنا، قد صار قضية وجودية، وخيار لامحيد عنه، من أجل الخروج من حالة الموت الحضاري التي نعاني منها اليوم، والإلتحاق بركب الدول التي تنتج وتزرع القيم الإنسانية السامية.